رفع عدد من شباب القرى شعار العربية أولا للرد على العديد من شباب المدن، خاصة شباب التحلية في العاصمة الرياض، حيث تنتشر المقاهي العالمية الشهيرة، التي تقدم لزبائنها القهوة التركية والفرنسية، وأصبحت الشغل الشاغل للشباب في الكوفي شوب والمتنزهات. لكن شباب القيصومة، أصروا على التمسك بالعادات العربية الأصيلة، حفاظا عليها من الاندثار، وراحوا يعلون شأنها في المتنزهات، وكافة المحافل الشبابية، حتى لا يتناساها الجيل الجديد. وعلى امتداد البصر في القيصومة، ارتبطت مجموعات الشباب بالقهوة العربية، لأنها من وجهة نظرهم: «موروث قديم نحبه ونعشقه بجنون»، فيما تراجع الإقبال الشبابي على كافة أنواع القهوة الأخرى. ويستمتع دالي بن عراك الشمري، 20 عاما، الطالب في كلية المجتمع بتجهيز وإعداد القهوة العربية بديوانية والده: «تعلمت وأتقنت وأحببت تجهيز القهوة واحتساءها، من خلال ملازمتي لوالدي، وعملية تجهيز القهوة أعتبرها قمة الرجولة، والحمد لله أجد الثناء من كل من يتذوق قهوتي، بل يحرص الكثير من أصدقائي على أن يكون إعداد وتجهيز القهوة من اختصاصي في رحلاتنا البرية». ويرفض الاستماع لأي حديث عن القهوة الأجنبية التي يشربها شباب المدن الراقية: «نسمع ونشاهد أبناء شارع التحلية في العاصمة، يميلون لشرب القهوة الإفرنجية، وهذا أمر مؤسف، وعزبتي ترافقني بكل سفراتي، وعندما أرغب في احتساء الشاي والقهوة أتوقف مباشرة وأجهز قهوتي العربية بنفسي، وأعدل المزاج، ثم أواصل مسيرتي، وليت الشباب يتمسكون بعاداتهم قبل زوالها بأياديهم، فيما الأجانب يتمسكون بقهوتهم، فماذا يعيب قهوتنا»؟ ويرى الشمري أن المحامص التي اشتهرت في العديد من المناطق تغش في طريقة التحميص: «أفضل طريقة التحميص البلدي، لأن الخلطات الخارجية مغشوشة». ويختلف عنه شقيقه شاهين بن عراك، 22 عاما، الذي يميل أحيانا للقهوة المستوردة، رغم عشقه للقهوة العربية: «أحبها كثيرا ولا أستغني عنها أبدا، وهذا لا يمنع حبي للقهوة التركية والفرنسية في بعض الأوقات، وقد يكون عدم إجادتي لتحضيرها دور في ذلك، أو لعلني أحد رواد تحلية الرياض». ولا يعتبر سالم بن عون الصيعري،30 عاما، نفسه مفرطا في شرب القهوة العربية، رغم تمسكه بها: «منذ 16 عاما، أعد قهوتي بنفسي، خاصة قهوة الصباح بعد صلاة الفجر، وأستمتع بإعدادها لتصبح بالنسبة إلي طقسا، من خلال تجهيز معداتها والتي تشمل دلة من الحجم الصغير، لكي أحتسي محتوياتها في حالة العجالة، وفي العمل أعد القهوة لزملائي الذين يفضلونها دائما». وحدد أفضل أنواع القهوة من وجهة نظره مثل الخولاني: «بالنسبة إلي تعد الوحيدة القادرة على تعديل رأسي، وأفضل التحميص الوسط كي تكون القهوة فاتحة اللون، وإذا حمصت كثيرا فتكون القهوة ثقيلة زيادة، واعتدت أن أشرب يوميا ثلاث دلال من الحجم الصغير، إضافة إلى مشاركتي زملائي في شرب ثلاث دلال من الحجم الكبير».