كانت تُرفرف أعيننا على اليوتيوب لحاجات كمالية أو لنربح جولة في سباقنا مع عقارب الساعة، فقد كان مرمى للتفاهات التي يُعاد تدويرها كلما ازدادت مقومات الإحباط والفراغ، حتى أضاءت الصحوة قناديلها في عقول الشباب من جيل وجد في التقنية ثقباً يخرج منه النور، جيل قدوته أحمد الشقيري التي تفوح خواطره برائحة الأمل، وإيقاظ روح التفاؤل والنشاط، فاستغلوا شهرة اليوتيوب وانتشاره في عرض أفكاره بطريقة هادفة مسلية، ولم يغفلوا جانب الكوميديا، فنحن أناس نهوى الضحك حتى ولو على أنفسنا! كمثال على ذلك النكت المتداولة بين برامج المحادثة أو السوشل ميديا «البلاك بيري ماسنجر» والواتس أب التي تتفنن في حبك نقائض تعترينا كمجتمع بطريقة ساخرة تهكمية مضحكة ومبكية معاً. اهتمامهم بهذا الجانب دخلت في سباق مع الزمن بين تعامد عقارب الساعة وازدياد أعداد المشاهدين كعدّاد تجاوز السرعة القانونية. الرقي في المضمون، الإبداع في الإنتاج، وفي الإخراج، وفي هيكلة البرامج اليوتيوبية تناسبت مع مستوى ارتفاع الذائقة لدى المشاهد، ووجود لون جديد من ألوان الإعلام نتفرد به كعرب أولاً وكسعوديين ثانياً، حدث سيضيء صفحات التاريخ المظلمة. اليوتيوب محطة أحاطت بالجانب الأكبر من مساحة الأقمار الصناعية، واختزلت أكبر عدد من المشاهدين لصالحها، فضلاً عن نمطية التلفاز الذي يتاجر بأذواقنا على حساب شركات الدعاية والإعلان التي تضيف إلى منتجاتها النفور بدلاً من الحضور. روان الوافي – جدة