"خواطر" وأفعال "تبرد الخاطر".. برنامج "خواطر" قدم الكثير خلال دقائقه المعدودة متجاوزاً حدود الزمن وعقارب الساعة بكم وزخم المعلومات التي تفيض منه، كثيرة هي البرامج التي يتجاوز عرضها الساعة وقليلة هي تلك التي تعمد إلى توصيل فكرة ما أو رسالة، وهذا ما ميز "خواطر" فهو يحمل فكراً وأسلوباً وهدفاً بالإضافة إلى المختصر المفيد، فهو "الفلاش" ينتهي ولا تنتهي الصورة وتبقى أصداؤها. من "يلا شباب" و"رحلة مع الشيخ حمزة" انطلق أحمد الشقيري ليبدع وينجح في برنامج خواطر بجذبنا كل هذه السنوات أمام شاشة التلفاز، يحكي فيها بما يدور في خواطرنا. وانطلقت خواطر هذا العام بجملة تردد كثيراً في الفترة الأخيرة في أرجاء الوطن العربي "الشعب يريد" كما يقوم البرنامج بعرض النماذج وتقديمها للمشاهدين وتطبيقها على أرض الواقع وهذا المميز هذه السنة كما ذكر الشقيري "نطرح حلولاً لعلنا نصل إلى العالم الأول"، وسلاسة الفكرة المقدمة وعمق الرسالة وسموها وارتباطها بالواقع جعل من "خواطر" برنامجاً ضخماً بدقائقه القليلة عبر فيه عما يجول بخواطر الكثيرين ولمس وتراً في نفس كل من شاهده، لا نحتاج إلى خطابة حتى نصل إلى المتلقي يكفي فقط أن نلمس الواقع الذي يعيشه المجتمع حتى ينجح أي برنامج إعلامي. كما يتميز "خواطر" ببساطة الطرح، فالشقيري لا يتكلم فقط بل يعرض صوراً حقيقية من مختلف بقاع العالم. البرنامج في مضمونه ثري فالأحلام بكل ألوانها ممكنة ليس عليك سوى فهم أهمية العمل الجماعي والتلاحم والإخلاص والصدق فيما نقوم به حتى يمكن لنا أن نحقق الكثير ونرتقي. وفتح البرنامج المجال أمام جميع المشاهدين وتشجيعهم على العمل من خلال موقع "أندلسية". لا بأس في البرامج الترفيهية ولكننا ضعنا في الكم ونسينا أننا ننتمي للنوع الذي يمثل الواقع، كثيرة هي البرامج التي تحقق أحلام البعض بضربة حظ لكن قليلة هي التي تساهم في بناء كيان الفرد وتعزز مكانته في المجتمع، لنسمو بأفكارنا وأحلامنا فما زال العالم "وردياً".