رحبت شخصيات أردنية بمضامين خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام قمة التضامن الإسلامي أمس، معتبرًة أن ما حمله الخطاب يؤسس لحالة جديدة من الوحدة تفوت الفرصة على المتربصين بهذه الأمة، حيث قال سياسيون أردنيون ل "المدينة" إن دعوة خادم الحرمين الشريفين لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء يكون مقره مدينة الرياض ويُعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري يشكل الخطوة الأولى الفعلية لتطبيق مشروع الوحدة الاسلامية. من جهته، اعتبر وزير الاتصال والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الجمعي وضع النقاط على الحرف وشخص حالة التمزق والفرقة التي تعانيها الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الخطاب لم يشخص الحالة التي بلغتها الأمة، ولكنه طرح أيضًا الحلول الناجعة لإنهاء الفرقة والتمزق في العالم الإسلامي. وقال المعايطة "إن خادم الحرمين الشريفين كان حريصًا جداً على الإشارة إلى حالة الفتنة التي باتت سببًا لإراقة دماء المسلمين في العالم الإسلامي"، لافتًا إلى أنه آن الأوان للمسلمين الانتباه لما يتربص بهم والعمل على توحيد كلمتهم لوأد الفتنة. ووصف وزير الاعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية خطاب خادم الحرمين الشريفين بخارطة الطريق التي وضعت أمام الأمة الإسلامية وهي الخارطة التي تحقق وحدتها وتعزز تضامنها وتوحد كلمتها في مواجهة الأخطار التي تحيط بها، معرباً عن أمله في أن تسارع الأمة الإسلامية إلى تبنى كل ما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين. بدوره، أثنى قاضي القضاة أمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل على ما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين، معتبرًا أن ما حمله الخطاب من مضامين يشكل خطة عمل أمام قادة الأمة الإسلامية لحمايتها من الفتنة التي تفتك بها والتي يكون ثمنها دماء المسلمين. وقال هليل "إن إشارة خادم الحرمين الشريفين عندما تحدث عن عالم لا يعترف إلا بالأقوياء كانت واضحة تمامًا، وهي رسالة للجميع بأن تمزق وتشرذم الأمة الإسلامية لن يزيدها إلا ضعفًا وتفككًَا، ولذلك لا بد من وحدة هذه الأمة وجمع كلمتها حتى يكون لها المكانة الأكبر والأقوى في المجتمع الدولي". واعتبرهليل "أن إقامة العدل الذي يؤدي إلى هزيمة الظلم الذي أشار إليه خادم الحرمين الشريفين كان رسالة واضحة المعالم لجميع القوى الإستبدادية التي تسفك دماء المسلمين، لافتاً إلى أن دعوة إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية هو بداية الطريق للوصول إلى الوحدة والموقف في العالم الإسلامي. من جانبه، قال نقيب المحامين السابق صالح العرموطي "إن خطاب خادم الحرمين الشريفين حدد معالم الطريق أمام قادة العالم الإسلامي وشخص ما آلت إليه أوضاع المسلمين"، معتبرًا أن هذا الخطاب بمثابة جرس إنذار لقادة العالم الإسلامي ما لم يوحدوا موقفهم وكلمتهم ويساندوا شعوبهم والإستماع لهم، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن بها وأد الفتنة التي تضرب عواصم العالم الإسلامي. وقال العرموطي "إن الخطاب الجمعي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين لم يكن الأول، فقد حذر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل المناسبات من المخاطر التي تستهدف العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الحوار بين المذاهب كانت فكرة خادم الحرمين الشريفين منذ سنوات طويلة، لأنها البوابة الأوسع التي يمكن للمسلمين التوحد من خلالها. ووصف العرموطي خطاب خادم الحرمين الشريفين بالخطاب الجمعي، والذي يضمن العبور الآمن للأمة الإسلامية نحو الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات.