الرقص هو حركات تؤدى بالأطراف الأربعة غالبًا، وإن أضيفت أعضاء أخرى فهي لا تهمنا بقدر ما يهمنا الدافع لهذه الرقصة أو تلك، وهو الفرح والسرور. والبركان، هو آلهة النار عند الإغريق، وهو حمم لا تبقي ولا تذر، ولذلك هو مخيف، ويبتعد عنه الجميع. ولكن ويا للدهشة؛ كيف يكون رقص، وسرور، وفرح، حول بركان هائج يستعر؟!! يمكن شرح الأمر بهذا المثال؛ فبالمثال يتضح المقال. يقولون: إنك لو وضعت ضفدعًا في وعاء فيه ماء يغلي؛ فإن الضفدع سيقفز مباشرة هربًا من الخطر المتمثل بالماء المغلي. لكن إن وضعت الضفدع في وعاء ماؤه بارد ولطيف ثم أخذت بتسخين الماء تدريجيًا إلى أن يغلي؛ فإن الضفدع لن يلاحظ التغيير الذي يهدده إلا بعد فوات الأوان. العلماء فسروا هذا: بأن الجهاز العصبي للضفدع يستجيب للتغيرات الحادة فقط, أما التغير البطيء على المدى الطويل, فإن الجهاز العصبي للضفدع لا يستجيب له. وهذا هو الأمر الذي انتقل لطائفة كبيرة من البشر! هنا .. تم وضع المجتمع في فضاء إعلامي، وعملي، وكروي، وغنائي، بعيد عن الواقع الذي يعيشون تحته. فحول المجتمع سياج حديدي لا يمكن كسره وتجاوزه بسهولة، هو أشبه ببركان يحيط بنا، ويشتعل، ونحن نعاني من جهاز عصبي لا يستجيب للتغيرات البطيئة. هذا السياج، هو بركان لنار العنوسة التي أصبحت في كل بيت تقريبًا؛ تحرق، وتؤذي، وتعمي، ولا تهدأ. لا أدري كيف تتراقص النساء في قصور الأفراح، وتسمع منهن الزغروتات، وهناك نسبة كبيرة من الحاضرات هن عوانس أو في حكم العوانس!! كيف يطيب لأم أو أخت أو قريبة أن ترقص وبجانبها فوهة لبركان عانس قريبة تحتاج لمن يطفئها، لا من يزيدها حطباً، وجمرًا. يا كرام كل هذا ما هو إلا رقص على نار، وعزف على حريق، وطبخ على نار هادئة. نعم؛ هو طبخ على نار هادئة، فإن لم نوقف الرقص لنقف جميعًا لنوجد للمجتمع مخرجًا ومهربًا وملاذًا آمنًا من نار العنوسة فسنحترق جميعًا الشباب والفتيات، وسنصبح على مجتمع معوق ومشلول بحاجة إلى من يحمله، لا أن يرجى منه حمل الغير. ونسأل الله أن يكرمنا في رمضان بكريم ينشئ للمجتمع جمعية تحمل هموم العنوسة، وتكون دفاعا مدنيا أول يخمد نيران العنوسة، ويوفر وسائل السلامة منها. عبدالعزيز جايز الفقيري - تبوك