شهد شهر رمضان المبارك هذا العام سرعة وتيرة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مدن المملكة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والتي وصلت في بعض المناطق إلى ما يقارب الخمسين درجة مئوية، وازدياد الحاجة إلى استخدام التكييف والثلاجات. لقد خرجت علينا شركة الكهرباء ببيان توضّح فيه أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق، عزت فيه أن هذا الانقطاع يعود إلى أسباب فنية لتأخّر دخول عدد من محطات التحويل الجديدة للخدمة، ونمو معدل الاستهلاك من 4% إلى 9% خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى تعرض بعض كابلات الشركة للإتلاف أثناء تنفيذ بعض مشروعات الخدمات الأخرى. لقد أصابني هذا البيان بالإحباط؛ كونه يخرج عن شركة بحجم شركة الكهرباء (وخاصة في ظل الدعم الذي تحظى به من حكومة خادم الحرمين الشريفين)، حيث افتقر إلى رؤى مستقبلية، وأهداف واضحة المعالم؛ لإخراجنا من أزمة مازالت في أروقة الحديث منذ عشرين عامًا. فهل يُعقل أن يتأخّر إدخال محطات جديدة إلى الخدمة؛ ونحن نعلم جيدًا الحاجة الملحّة إليها؟ هل فوجئت الشركة بزيادة النمو الاستهلاكي للكهرباء؛ والذي ذكرته ضمن مبرراتها، أم جاء بمحض الصدفة؟ ألا تعلم الشركة أن ارتفاع الاستهلاك مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنمو السكاني؟ ألا يوجد لدى الشركة إحصائيات توضّح النمو السكاني للمناطق ليكون هو أساس التوسع المطلوب؟ هل استيقظت الشركة فجأة ووجدت أن شهر رمضان هذا العام قد أتى في الصيف، وأن الاستهلاك سوف يزيد لوجود العديد من المواطنين في المملكة لتزامن رمضان مع الإجازة الصيفية؟! البيان الذي أدلت به شركة الكهرباء، وتواصلها مع المواطنين لتوضيح الأسباب المؤدية محل تقديرنا، ولكننا سئمنا مبررات، ونطالب الشركة بوضع خطط وآليات عاجلة وطموحة لمشروعات الطاقات البديلة، مثل الطاقة الشمسية، وحرارة باطن الأرض، والمخلفات الصناعية، لتكون بدائل الغاز والبترول المستخدم في إنتاج الكهرباء. همسة: سألت أبنائي ذات يوم عن أفضل الاكتشافات البشرية، فمنهم من اختار التكييف، ومنهم الهاتف، والحاسب الآلي، ولكن بادرت ابنتي الكبرى باختيارها الكهرباء، فبدونها لن ينعم الإنسان بتلك الاكتشافات الأخرى مهما كانت!! [email protected]