لما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجهزوا وخرجوا وحملوا إلى الأوس والخزرج في يثرب .. ولا يخفى ما كان لقريش من مكانة بين العرب أصبح يهددها تمركز الدعوة إلى الإسلام في يثرب ، وبالتالي مجابهة أهلها ضدهم . شعر المشركون بتفاقم الخطر ، فصاروا يبحثون عن أنجع الوسائل لدفع هذا الخطر فاجتمع رؤساء القبائل القرشية في ( دار الندوة ) ليتدارسوا خطة حاسمة تقضي -بزعمهم - على الدعوة وقائدها صلى الله عليه وسلم . ولما تكامل اجتماعهم اعترضهم ابليس في هيئة شيخ جليل ، عليه بتلة ( وهو الرداء الغليظ من الصوف أو الوبر ) ووقف على الباب فقالوا : من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد ، سمع بالذي اجتمعتم عليه ، فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسى أن لا يعدمكم منه رأياً ونصحاً . قالوا : أجل ، فأدخل ، فدخل معهم . بدأ عرض الاقتراحات والحلول ، ودار النقاش طويلاً . قال أحدهم ، وهو أبو الأسود : نخرجه من بين أظهرنا ، وننفيه من بلادنا ، ولا نبالي أين ذهب ، ولا حيث وقع ، فقد أصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت. . قال ابو البحتري : احبسوه بالحديد ، وأغلقوا عليه باباً ثم تربصوا به ما أصاب أمثاله من الشعراء الذين كانوا قبله - زهيراً والنابغة - ومن مضى منهم من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم . قال الشيخ النجدي : لا والله ماهذا لكم برأي ، والله لئن حبستموه - كما تقولون - ليخرجن أمرهُ من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم ، فينزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم به ، حتى يغلبوا على أمركم . ماهذا لكم برأي فأنظروا في غيره . ثم جاء رأي فرعون الأمة أبي جهل بن هشام – أخزاه الله – فقال : والله إن لي فيه رأياً ، وما أراكم وقعتم عليه بعد ، قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جلداً نسيباً وسيطاً فينا ، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً ، ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه بها ضربة رجل واحد ، فيقتلوه فيتفرق دمه بين القبائل جميعاً فلن يقدر بنو عبدمناف على حرب قومهم جميعاً فرضوا منا بالعقل ، فعقلناه .. قال الشيخ النجدي : القول ماقاله الرجل . فتفرق القوم مجمعين على هذا الرأي .. أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا تبت هذه الليلة على فراشك .. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه ، يرصدونه متى ينام ، فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي بن أبي طالب : نم على فراشي وتسجّ ببرُدي ، فنم فيه ، فانه لن يخلص إليك شيءُ تكرهه منهم .. وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم ، وقد أخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه ، وهو يتلو قوله تعالى ((وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)) فغشى الله على أبصارهم فلم يروه ثم انصرف إلى حيث أراد ... وأذن الله تعالى له صلى الله عليه وسلم عند ذلك بالهجرة .. السؤال السابع عشر: في أي سورة من القرآن الكريم ورد قوله تعالى : (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )) ؟ الخيارات : 1 – سورة الاعراف. 2 – سورة طه . 3 – سورة يس .