أعرب لاجئون سوريون عن امتنانهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا على مساعداتهم العينية والمالية التي تخرجهم من معاناة اللجوء والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشونها موجهين شكرهم الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الدور الكبير الذي لعبه من أجل الوقوف الى جانب الشعب السوري. وقالوا في احاديث مقتضبة ل «المدينة» إن الجسر البري الذي سيرته المملكة العربية السعودية لنصرتهم ماهو إلا فصل من فصول المواقف السعودية تجاه الشعوب العربية والاسلامية معبرين عن اعتزازهم بالموقف السعودي المشرف الذي سيدخل التاريخ السوري. واكدوا أن المساعدات السعودية ادخلت الطمأنينة الى اللاجئين السوريين الذين يعانون من شح كبير في المساعدات مشيرين الى ان المساعدات المقدمة لهم لا تكفي لسد احتياجاتهم. ويتوزع اللاجئون السوريون البالغ عددهم أكثر من 140 ألف لاجئ في محافظتين المفرق والرمثا, وقد انشئت الحكومة الاردنية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين أول مخيم لهم في منطقة الزعتري من أصل 22 مخيما سيتم اقامتها حيث تشير التوقعات الى لجوء نحو مليون لاجئ الى الاردن ويدخل الاراضي الاردنية يوميا نحو 2000 سوري عبر السياج الحدودي بين البلدين. ويتسع مخيم الزعتري الى حوالي 113 الف لاجئ تم ترحيل 3000 منهم اليه وينتظر ان يرحل اليه قريبا الاف اللاجئين خلال الايام المقبلة ويشتكي لاجئون من سوء توزيع المساعدات وعدم توفر المياه والكهرباء. واوضحوا ان اوضاع اللاجئين السوريين في الأردن سيئة للغاية في ظل محدودية المساعدات المقدمة لهم وغالبيتهم لم يدر بخلده انه سيمكث في اللجوء طويلا فاللاجئ السوري ابو محمد (55 عاما) قال في حديث خاص ل»المدينة»: إنه لم يكن يتوقع وقت فراره إلى الأردن قبل عام ان بقاءه سيتجاوز اثنتي عشر شهرا فقد ظن ان رحلة اللجوء لن تزيد على أسابيع معدودة تنتهي بسقوط النظام. أنا والأطفال ويقول أبو محمد القادم من مدينة درعا لم أحضر معي أي شيء سوى اطفالي والملابس التي نرتديها ولم نكن نعتقد ان اقامتنا في الاردن ستطول. وبعد مضي اكثر من عام وابو محمد وعائلته في منطقة الرمثا الاردنية ضمن الالاف ممن سعوا للحصول على ملاذ امن غير انهم دخلوا في ازمة اللجوء وما يرافقها من ازمات ومعاناة حياتية واقتصادية. ولا تقف قصة اللاجئ ابو محمد وحيدة في هذا السياق حيث يقبع مع آلاف اللاجئين في أماكن متفرقة في الرمثا حيث يقول اللاجئ سامي هارون 45 عاما إنه قدم الى الاردن طلبا للأمن والأمان والاستقرار وخوفا على حياة اسرته جراء الحرب الدائرة هناك لافتا الى انهم هربوا من درعا دون ان يأخذوا معهم اي شيء وان الاهالي في الاردن قدموا لهم المساعدات. شكر وتقدير للمملكة وفي المقابل وجه ممثل مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين اندرو هاربر الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا على الحملة الخيرية التي قامت بها لجمع مساعدات مالية وعينية للاجئين السوريين في الاردن لافتا الى ان الجسر البري السعودي من المساعدات الخيرية من شأنه انقاذ عشرات الآلاف من الاسر السورية. وقال هاربر ل «المدينة»: إن المساعدات التي أرسلتها المملكة العربية السعودية ستساهم بشكل كبير في تخفيف الأزمة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون في الاردن لافتا الى ان حجم تدفق اللاجئين اليومي الى الاردن تحمل المفوضية والحكومة الاردنية والجهات الخيرية التي تمد لهم يد المساعدة اعباء كبيرة مشيرا الى ان المساعدات السعودية ستلعب دورا كبيرا في انقاذ الوضع القائم حاليا, ودعا ممثل مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين الدول العربية والاسلامية الى الاقتداء بالتجربة السعودية والاردنية في مساعدة اللاجئين السوريين نظرا لصعوبة الاوضاع الحياتية والاقتصادية التي يعيشونها مشيرا الى ان الاردن يستقبل يوميا الاف اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم المعارك, مؤكدا أن ما فعلته السعودية يستحق التقدير والإعجاب. وتوقع هاربر ان يستقبل الاردن اكثر من مليون لاجئ ولاجئة سوري بعد ان استقبل اكثر من 140 ألفا الامر الذي يحتاج الى مساعدات اضافية تمكن من قدرة استيعابهم. المساعدات السعودية من جهته اكد امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية رياض المفلح ان المساعدات القادمة من المملكة العربية السعودية ستلعب دورا كبيرا في تخفيف الاعباء الملقاة على الاردن ومفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين مشيدا بالحملة الخيرية السعودية لمساعدة اللاجئين السوريين . وقال المفلح في حديث خاص ل»المدينة»: ان المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقف على الدوام الى جانب الامتين العربية والاسلامية وتبذل كل ما في وسعها لمساعدة المظلومين لافتا الى ان المساعدات السعودية هي الاكبر والاضخم التي سيتلقاها اللاجئون السوريون في الأردن. وثمن أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية وقوف السعودية قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب السوري في معاناته الانسانية داعيا العرب والمسلمين الى تسيير مساعدات شبيهة بالجسر البري السعودي الذي يعد من أكبر وأضخم جسور المساعدات الانسانية التي تتحرك لمساعدة اللاجئين السوريين. ولفت الى انه على العالم ان يفهم مقدار الضغط الذي يقع على عاتق الاردن من خلال لجوء مئات الالاف من اللاجئين السوريين طلبا للأمن والامان مما يفاقم المشكلة على الاردن. واشار الى ان الاردن لا يستطيع ان يتحمل حالات اللجوء الكبيرة اليه دونما مساعدته ووقوف الجميع الى جانبه مشيرا الى ان مخيم الزعتري الذي افتتح كأول مخيم للاجئين السوريين يضم 2200 خيمة تم نصبها على مساحة 5218 دونما كمرحلة اولى لافتا انه تم نقل اول فوج من اللاجئين في مراكز الايواء المختلفة والبالغ عددها 500 لاجئ الى المخيم لافتا الى ان القدرة الاستيعابية للمخيم في المرحلة الاولى تبلغ 9 آلاف لاجئ . وقال ان الاردن رغم ضعف البنية التحتية والموارد الاقتصادية الشحيحة للبلاد يتعامل مع هذه الاعداد الكبيرة الموجودة في المملكة من اللاجئين السوريين مبينا ان الاعداد المتوقع وصولها من اللاجئين تفوق التصور وأن الاردن لن يكون بمقدوره تحمل ضغطهم دون مساعدته. من جانب آخر أوضح المشرف على القافلة الأولى لحملة خادم الحرمين الشريفين حسين الرحمة أن قوافل ستصل الى الحدود السعودية الأردنية وهي عبارة عن 43 تريللا محملة بالمواد التموينية والأغذية والمستلزمات الطبية مشيرا الى التنسيق مع السفارة السعودية في الأردن وكذلك الهيئات الخيرية في الأردن.