إذا جلست أيها المسلم وأيتها المسلمة على مائدة الافطار ثم نظرت يمينًا ويسارًا ورأيت أن عقد أسرتك انتظم واجتمع الشمل فلتحمد الله ولتثن عليه فما اجمل وأروع التفاف أفراد الاسرة على مائدة الافطار في هذا الشهر الكريم أوقات جميلة وأمسيات سعيدة يتمتع بها الصائمون مع افراد اسرهم آباء وأمهات وإخوان وأخوات وأزواج وزوجات وأبناء وبنات وأحفاد وحفيدات صدور منشرحة وقلوب ترفرف بالسعادة والحب لا شك أن هذا من أحب الأمور الى النفس ولهذا إذا افتقدت الأسرة أحد افرادها في هذا الشهر الكريم لموته او سفره أو مرضه أو لأي سبب آخر فإنها تشعر بألم نفسي وغصة في الصدر وتلمس هذا الفراغ الذي تركه هذا الغائب، ولهذا من اجتمع شمله وانتظم عقده في هذا الشهر الكريم فليشكر الله ويثني عليه لأن هناك أسراً كثيرة انفرط عقدها وتشتت شملها بسبب ما حل بهم من مصائب وظروف قاسية واكفهرت في وجوههم الايام بل السنوات بسبب القهر والظلم والقتل والتشريد فاصبحوا بؤساء وتعساء وفقراء لا دخل لهم وأيتامًا لا آباء ولا أمهات لهم وأرامل لا عائل لهم واطفال أبرياء جوعى هبوا على وجوههم حفاة عراة ينتقلون من طريق إلى طريق لكي يصلوا الى بلد آمن يضمهم ويحسن اليهم فاصبحوا مشردين لاجئين توالت عليهم المصائب والنكبات، هذا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة ما نشاهده ونسمعه كل يوم عن إخوة واخوات لنا في الدين في بورما وسوريا وفلسطين وكشمير فهل يجوز ان نقف موقف المتفرج على حال إخواننا وأخواتنا الذين مسهم الضر وحلت بهم المصائب، فقراء لا مورد لهم، جوعى بلا غذاء، عراة بلا كساء، بلا دواء، بأمس الحاجة الى الدعاء، فيا أيها الصالحون والصالحات والصائمون والصائمات الذين في قلوبهم دافع للعطاء هبوا لنجدة اخوانكم واخواتكم ومد يد العون المادي والمعنوي وتذكروا قول الله جل وعلا: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنفق ينفك عليك)، ومن فرج كربة لأخيه من كرب الدنيا فرج الله كربة من كربه يوم القيامة). فالله الله بالإسراع وعدم التأجيل أو التسويف لنجدة ومساعدة إخواننا وأخواتنا في الله فالسعيد هو من يشعر ويهتم بأحوال المسلمين قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلم فليس منا). فلنقدم لهم الغذاء والدواء والكساء والدعاء. حمود الشميمري - جدة [email protected]