أنا أم لثلاثة أبناء، أكبرهم في مرحلة المراهقة ويبلغ من العمر (17) عاما، أحب ابني وحريصة عليه كثيرا وإذا عبرت له عن حرصي عليه رد قائلا أنا لست طفلا، كيف أنقل لابني هذا الشعور؟ --------- أختي السائلة ما تمرين به قد تمر به أي أم لديها ابن في هذه السن، فالأمر طبيعي، فالشباب يحبون إظهار رجولتهم واثبات وجودهم وقد ينظر لهذا الحرص أنه مقيد لهذا لانطلاقه لتحقيق الذات فلا يدرك أن حرصك ووالده منبعه الحب والقلق عليه، و للشباب في هذه السن حاجات ورغبات وخصائص لابد لكل أم وأب ومربٍ أن يستوعبها ويساهم في إشباعها وتحقيقها، فالشباب إن لم يحقق هذه الحاجات تحت مظلة الأسرة والمربي، سيبحث عن مظلات أخرى ليحقق فيها حاجاته، أيا كانت، ما أريد أن أوضحه أن الشباب بحاجة إلى استيعاب حاجاتهم، وإظهار الاحترام والحب لهم، ولنا في النبي -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة في القصة الشهيرة عندما طلب أحد شباب الصحابة أن يأذن له الرسول بالزنا، فمسح الرسول على صدره ودعا له هذه اللمسة وهذه المشاركة والاحتضان والتقدير دليل حبنا لأبنائنا، هذا من جانب، من جانب آخر لا نريد أن يتحول هذا الحب وهذه الألفة إلى نقطة ضعف عند الآباء فلابد من وضع الأبناء في الموضع الصحيح من المحبة، يعني قصة الغلام في سورة الكهف حينما وضع الوالدين لابنهم رؤية مستقبلية وردية وعلم الله أن هذا الشاب سيختار طريق الشر قبض الله روح هذا الابن محبة منه للوالدين فبالتالي لابد أن تكون الأمور باتزان ويكون هناك نوع من الوضوح في كيفية الحب، وهنا رسالة للآباء والأمهات أن مشكلتنا ما بين فريق جفا وابتعد عن أبنائه فلم يعد هناك لا حب ولا ألفة وفريق للأسف انحرف بحبه فأصبح ذوبانا وانصهارا في بوتقة الأولاد.