هو طلحة بن عبيدالله القرشي التيمي أبو محمد، ولد قبل البعثة بخمسة عشر عامًا، أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى، من المبشرين بالجنة، عذب في ذات الله عندما أسلم، وشهرت به أمه فكانت تقوده مقيّدًا وتسبّه، وتغري به السفهاء، لكنه صبر واحتسب. يعرف بطلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الجود. شهد المشاهد كلها بعد الهجرة إلاّ غزوة بدر حيث أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريق الشام لتقصي أخبار قافلة قريش، لذا فقد ضمن له رسول الله أجر من شهد بدرًا. ويوم غزوة أحد أبلى بلاءً عظيمًا ووقى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنفسه عندما قصده المشركون، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد إلى صخرة من الجبل، ثم خر طلحة مغشيًّا عليه في إحدى الحفر التي حفرها المشركون، وبه بضع وسبعون جراحة. لذا قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سرّه أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله). خرج مجاهدًا إلى الشام أيام عمر، وكانت معه راية المهاجرين، وحضر مؤتمر الجابية مع الفاروق -رضي الله عنه- بعد معركة اليرموك، وهو المؤتمر الذي عقده الفاروق -رضي الله عنه- في الجابية عاصمة الغساسنة جنوبي دمشق بثمانين كم تقريبًا لأجل تقييم أعمال الفتح، وتدارس الخطط المستقبلية. استشهد طلحة بن عبيدالله -رضي الله عنه- في فتنة يوم الجمل سنة (36ه)، وعمره أربع وستون سنة، حيث قتلته السبئية أتباع عبدالله بن سبأ لأجل إطالة أمد الفتنة. عرض د. خالد الغيث