في الوقت الذي كنا فيه نستقبل رمضان بالأدعية ونسأل الله قبل دخوله أن يبلغنا إياه وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام أصبحنا نستقبله بالإعلانات الخاصة بالمأكولات الغذائية والحلويات وإعلانات مسلسلات القنوات الفضائية بمختلف أنواعها سواءً كانت الدراما أو الكوميديا أو غيرها من إعلانات البرامج والمسابقات المختلفة . إن العقلاء من الناس يعرفون تماماً أن هذا الشهر الكريم لايمكن استقباله بهذه الطريقة ولايمكن أن تكون مثل هذه الهجمة الشرسة من القنوات الفضائية بهذا الكم من المسلسلات المتنوعة هي الطريقة الصحيحة لاستقبال هذا الشهر المبارك فمن الواضح لأي سويّ أن هناك خللاً ما ساهم في نشر ثقافة استقبال رمضان بهذا الشكل المخزي . غير أن كلاً منا يمكنه أن يقوم بنفسه وفي محيط أسرته ومجتمعه بانتهاز فرصة هذا الشهر الكريم وإنتاج أفضل مسلسل رمضاني له ولأسرته في هذا الشهر ، ويمكن أن يبدأ هذا المسلسل بإخلاص النية ودعاء المولى أن يعينه على الصيام والقيام وقراءة القرآن في هذا الشهر الكريم ثم يحرص على التسامح والتغافر ممن أساء اليه أو قطعه من أقاربه أو أهله ، ويتواصل هذا المسلسل بالحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها في المسجد وهي فرصة عظيمة لمن كان مقصراً في هذا الجانب فأجواء رمضان من أكثر الأجواء التي تمتليء فيها المساجد ويحرص الناس فيها على صلاة الجماعة ومن فقرات المسلسل الحرص على الصيام الصحيح الذي لايخالطه شتم أو غيره من الأمور التي تجرح الصيام ومن أجزاء هذا المسلسل قراءة الورد اليومي من القرآن إلى أن يكتمل بنهاية الشهر ، والحرص على مشاركة المسلمين في صلاة القيام والوتر ، والإكثار من الصدقة وإفطار الصائمين وصلة الأرحام وغيرها من أعمال الخير . هذا غيض من فيض من أفضل مسلسل رمضاني يمكن للإنسان أن يشغل به نفسه ويجمع أسرته عليه في رمضان إضافة إلى حرصه على أداء مسؤولياته الموكلة اليه في عمله وعدم التقاعس فيها أو التأخر في إنجازها بحجة أنه صائم أو أنه سهر الليلة التي قبلها من أجل أنه كان يصلي القيام أو غيرها من الأعذار الأخرى . [email protected]