تنطوى وتمر الأيام والشهور والسنون، والإنسان يركض في هذه الحياة إلى أن تحين له ساعة اللقاء بربه الكريم، إن عمل خيراً فهو خير له، وإن عمل شراً فهو شر له، والله غفور رحيم.. بالأمس القريب ودّعنا شهر رمضان الماضي واليوم نستقبله من جديد. إنه شهر مبارك فيه الفرصة العظيمة لابن آدم أن يغسل فيه خطاياه، إنه شهر جليل وضيف كريم وموسم عظيم فيه من الأرباح العظيمة لمن يوفقه الله فيه لفعل الخير.. فلن يبقى للإنسان في الآخرة إلا ما فعله في هذه الدنيا من خير وإحسان مع نفسه ومع الغير. فليتذكر الإنسان أنه ما بقي من الأجل أقل مما مضى.. فكم من عزيز رحل في العام الذي مضى، وكم من كريم طيّب الأخلاق رحل.. وكم من شقي رحل.. كلهم رحلوا وكل شيء مصيره التآكل والزوال، ولم يبق إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام. إننا ندعوك يا رب إذا طويت صفحة هذه الحياة أن تجمعنا برضاك الاجتماع الذي لا فراق بعده ولا مرض فيه ولا موت.. يا رب ما تبقى لنا في هذه الحياة من العمر نرجوك أن ترضينا فيه برضائك وتصبرنا على بلائك وأوزعنا على شكر نعمائك وأن تغفر لنا خطايانا في هذا الشهر العظيم المبارك، اللهم إنا نعبدك طوعاً ونعصيك كرهاً ونخافك لأنك عظيم، ونرجوك لأنك إله، ونخافك لأننا عبيدك، فلك حبنا ولنا خوفك فارحمنا لكرم الربوبية ولضعف العبودية.. كفانا عزاً أن نكون لك عبيداً، وكفانا شرفاً أن تكون لنا ربا. فألهمنا يا الله طريق الرشد والصلاح، وثبت إيماننا، فالإيمان بك يحمله الإنسان في هذه الحياة في قلبه وعقله وجوارحه ليكون له قوة وأملاً كبيراً كلما اسودت الدنيا.. كلما اضطرب الطريق أمام البصر.. إن الإنسان دون إيمان بالله سبحانه وتعالى قبر أسود مظلم لا حياة فيه ولا سعادة، ولا معنى للأيام ولا للسنين ولا للكون. [email protected]