حلو كثير وكلام مثير في عدد 16 يوليو من هذه الصحيفة التي أشارت إلى اعترافات أحد المتهمين في فضيحة القرن.. القيادي السابق في الأمانة أظهر قوة إيمانه بالغيبيات من عين وحسد، وهذه تحسب له، ولم يبق عليه إلا حفظ أجزاء معدودة من القرآن الكريم، ليتم العفو عنه ويخرج براءة !!. يقول صاحبنا إنه أخفى 4 ملايين ريال فقط لا غير تحت فرش منزله وخلف مرايا الحمامات والغرف، وأن المبالغ جمعها وزوجته المصون معاً (من عرق الجبين وتعب اليمين)، ولم يشأ وضعها في حساباته البنكية خوفا من (العين والحسد). وفي التحقيق نفسه شرحٌ لبعض الشفرات المستخدمة في لغة التفاهم بين الرشاة والمرتشين. ومنها كلمة (عسل)، فالكيس المطروح جانباً (عن طريق الصدفة) في درج المرتشي يتضوع بلذة العسل إذا كان فيه مليون ريال، ومليونان إذا كان فيه عسلان، ويا حلاوة العسل ويا حظ أصحاب العسل. هكذا هو الغرق حتى الأذان في مستنقع الفساد الذي لا يحيط بحجمه إلا العالم بالسرائر والمطلع على الضمائر. وهذا للأسف الشديد شعور عام لدى المواطن النزيه النظيف، فبمجرد مشاهدة أحدنا لمبنى متشقق الجدران قليلاً ينتابه تساؤل سريع عن حجم المال الذي ذهب رشى وسرقة!. ولا أحسب أن هذا الشعور الدفين سيزول قريباً ما لم يُعلن عن إدانات واضحة وأحكام رادعة ، وإلا سيستمر (الكتمان) على ما (كان). النفوس متعطشة إلى رؤية المدانين خلف القضبان ومجردين من كل ما نهبوه وسلبوه وأخذوه بغير حق. اللهم اشف صدور قوم مخلصين!! [email protected]