كم تمنيت أن يتفضل بعض الفائزين بعقود خدمية حكومية بزيارة لدول أخرى متقدمة تقدم الخدمة نفسها مؤسسات مماثلة لتلك التي يمتلكها رجل الأعمال السعودي (المحظوظ)!! مجرد أمنية أبدأها بقطاع النظافة التي هي من اختصاص الأمانات والبلديات! يا ليت المسؤول الأول في الأمانة (عن النظافة) والمسؤول الأول عن المؤسسة الفائزة بالعقد يتجولان معاً في مدن ذات أحجام مماثلة. أصحاب جدة يذهبون مثلاً إلى (برشلونة)، المدينة التي يزيد عمرها عن ألفي عام، ليمتعوا ناظريهم بمستوى النظافة المبهر، وبطريقة جمع النفايات وتوزيعها. والأهم من ذلك الذي يعتبره البعض (ترفاً) لا معنى له، هو أن لا زبالة فائضة عن حجم الحاويات ملقاة في الشارع، حولها تتجمع القطط والفئران والحشرات مما يُرى ومما لا يُرى، ومع ذلك الأسطول من (المسترزقين) و(المسترزقات) من الكائنات تنمو صنوف من الجراثيم والفيروسات والآفات. في جدة مثلاً حيث أسكن في حي السليمانية (الفلل) الملاصق لقلعة العلم الكبرى تتنغص العين صباح مساء بما تراه من أرتال (الزبالة) الخارجة عن الإطار (القانوني) للحاوية المصنوعة غالباً في ورشة (محلاتي) بأسوأ مواصفات، بل ربما بدون مواصفات سوى أنها (مكعبة) و(رخيصة) و(أي كلام)!! لماذا نعطي الدنية في كل عقد خدماتي؟ ولماذا يقبل المواطن بالدنية في كل خدمة يتلقاها؟ إلى متى هذا الصبر الجميل؟ وإلى متى هذا التجاهل (القبيح)؟ كم من مكالمة أجريت، وكم من اتصال تم! وكم من محاولة بُذلت! ولا حل سوى وعود فارغة وكلمات (مخدرة)! ويُقال إن متعاقد النظافة في حيّنا كان حتى أسابيع مضت رئيساً لناد كروي كبير يبذل له وقته وماله وجهده! وقلت في نفسي: كان الأولى بالمال تحسين الخدمة البائسة حتى لا تصبح مجرد عقد زبالة بمستوى (زبالة)! لكن لا يبدو أن أحداً يهتم، ولا يبدو أن أحداً من المسؤولين يسأل! ولئن كانت نظافة الأحياء مؤشراً (حضارياً) مهماً، فلا أملك عندها إلا البصم بالعشرة أننا نقترب فعلاً من مؤخرة المؤخرة، ربما خلف المرتبة 92 التي يحتلها منتخبنا الوطني الكروي على مستوى العالم! أيها المسؤولون: رجاءً افعلوا شيئا!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain