وعلى الكون يطل هلالك هذا العام... ومع الإطلالة التي يرقبها المسلم كل عام إشراق يتم ويبدو، وتبتل تسطع آياته من أعظم كلام وأروع كلام جاء به سيد الأنام من إله واحد أحد علاّم.. في ظل هذا الخشوع للرب المعبود تثار في النفوس ما يعكر صفو النفوس.. ترفع للسماء دعوات من رؤوس في دعاء وتوسل ورجاء منكسة هذه الرؤوس.. إطلالتك يا رمضان هذا العام ومنذ ما مضى من عام.. فزعت له قلوب وروعت قلوب.. صحب ذلك أنين وأوجاع وحنين.. خيمت على المنازل بما أرهق نفوسا في المنازل.. وأوجع قلوباً هزها التياع وحرقة وأودى بها أنين يتلوه أنين.. الأمهات فقدن أبناء صغاراً مزق الرصاص أجساداً غضة كالرياحين الصغيرة والزهور.. أدمى قلوبا وروع نفوساً دون خوف من حساب يوم الحساب والمصير.. يا إله الكون بصرّ الأبصار بما هو مخبأ عن الأبصار أو عميت عنه الأبصار.. أرشد العقول لتدرك ما يخفيه الأعداء وما يرمي إليه من تفكك واندحار.. وأشعلت القوة المستحكمة الشقاق.. فما وقفت مع العراق هذه القوة لسواد عيون العراق.. وخضع العالم وفي مقدمته الدول الكبرى لمؤامرة دبرت من بعيد.. لتنقض على إيران وامتهن العراق حقوق الجار لتحقق ما ترمي إليه وتنتهي قوة كانت القوة العظمى هي التي ساندت العراق قوة اكتسبها ممن كان وراء تفتيت منطقة عربية آمنة.. كان ذلك يوم أسود مظلم.. نسي المسلمون في بقاع الدنيا اغتصاب القدس وأرض العرب وماضي قوة لأمة العرب.. عرفوا أو لم يعرفوا أن القوة التي حصل عليها البلدان المستهدفان كان لهلاك البلدين.. «حماية لإسرائيل» ولتضع أمة العرب ومهد العروبة كلها وحصنها المتين حينما قادتنا ألاعيب إلى سراب ضائع.. يا إله الكون بصرّنا بالحق لنسير على الطريق المستقيم.. أنر لنا الدرب لكي لا نضيع.. أو لا يصبح لنا ذكر أو يخلق فينا رجال وشباب أو طفل رضيع.. ليس ما نشاهد ونسمع سوى إثارة أهواء وإحاكة الشائعات وتفكك بالشعوب في أعقاب قصص وحكايات.. أرنا الحق يا رب حقاً واضحا لنتبعه والشر بادياً لننبذه، أرادت القوة الحرب بين إيران والعراق لضرب البلدين حماية لإسرائيل.. قضت على العراق ويرى العالم كيف حال العراق وتتأهب للقضاء على إيران للتخلص من إيران.. فلا العراق استيقظ لما نصب له ولا إيران استوعبت الدرس وعادت للرشد والعقل السديد.. أغراهم الخداع فعملوا على ما ينمي إلى الضياع.. احفظ اللهم أمماً في المنطقة حوَّل أو أوجد عدواً رهيباً يريد لكل المنطقة ما أريد لبلدين في المنطقة.. أحدهما انتهى والآخر في الطريق إلى النهاية.. وتلعب القوة العظمى كيف تشاء لتفقد ماضياً ورثناه وتاريخا ضيعناه.. وترابا من أرضنا فقدناه.. ومع ذلك تطيعه ولا نحاول مجرد محاولة أن تعصيه.. وهو مصر على أمره واعتدائه.. وقبل أيام وإلى الآن يجهر رئيس الدولة المتحكمة والعالم يسمع مهدداً كل من يقترب من إسرائيل أو يؤذي إسرائيل، وساحة كبرى حوله تضم شريحة كبرى من إسرائيل ليقف الرئيس في النهاية وليقول له رئيس الدولة المحتلة شكراً سيدي الرئيس شكراً سيدي الرئيس.. وزعماء البعض من المسلمين والعرب يركضون وكأنهم يتقربون من الرئيس ليبثوا له الطاعة والولاء.. ولقد فطن للمؤامرة ولكل ذلك الملك العظيم وجهر بالحق في مواجهة وضع المخطط الرهيب يوم زار المنطقة بالقول الفصل.. ليدرك المندوب الضليع في المخطط بعد زيارة لكل المنطقة وليقول» ليس في دول المواجهة ما يخيف لأن الرجل الصعب هناك بعيدا عن دول المواجهة ولكنه ليس ببعيد عن طاعة الله أولا وليس بعيدا عن القدس الشريف وما حول القدس الشريف.. وفقدنا ابن عبدالعزيز الفيصل العظيم وفقد المسلمون كل المسلمين يومها البطل العظيم ابن الرجل العظيم يرحمهما الله ويجعل روحيهما في ديار الخلد في ذلك اليوم العظيم.