بين خطيب جامع أم الخير الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة أمس أن الصيام عبادة شعائرية، وعلة وجود الإنسان في الأرض أن يعبد الله، ولا تصح العبادة الشعائرية إلا بصحة العبادة التعاملية، كما أن هناك عبادة شعائرية كالصلاة والصيام والحج، فهناك عبادة تعاملية كالصدق والأمانة والعفة، والحقيقة التي ينبغي أن تكون واضحة، أن العبادات الشعائرية لا تصحّ ولا تقبل إلا إذا صحّت العبادات التعاملية؛ لذلك قال رسول الله: «من لم يدع قول الزور والعمل به ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» ومعنى ذلك أن من معاني الصيام أنه يربي في الإنسان الإرادة على الجمع بين العبادة التعاملية والشعائرية، وبالتالي تقوية الإرادة على طاعة الله. وقال رمضان شهر الفوائد الصحية، هذا الجسم بحاجة ماسة إلى شهر في العام كي ترتاح أجهزته، وكي تقل نسب الدهون في الدم، فهو دورة وقائية علاجية، دورة وقائية عن معظم الأمراض، ودورة علاجية لبعض الأمراض في الصيام، ولكن من باب الأمانة، هذا الذي يصوم من أجل صحته فقط ما صام رمضان، فهذا شهر عبادة، تصوم لأن الله فرضه عليك، لكن حِكم الله عز وجل لا تعد ولا تحصى، هناك ضغط الدم ينخفض، ونسب الأملاح تنخفض، نسب الدهون تنخفض، الكولسترول ينخفض، فإذا قنّن إنسان طعامه شهرًا يشعر بنشاط لا يوصف، وكأن هذا الشهر إعادة سنوات إلى الوراء واقتراب من الشباب، وصدق من قال: (صوموا تصحوا)، ومع ذلك كله فالملاحظ والمؤسف جدًا هو أن الاستهلاك الغذائي لكثير من الناس يتضاعف في رمضان، فقد أصبح الشهر الكريم موسمًا للأكل وانطلاقًا لشهوة الطعام حتى صرنا نعاني من انتشار بعض الأمراض الخطيرة التي تنتج غالبا من عدم التحكم في البرنامج الغذائي كمرض السكر الذي ينتشر في مجتمعنا، فمرضى السكر في المملكة يتعدّون 24 في المائة من السكان، وهناك زيادة سنوية نسبتها 4 في المائة؛ مما نتج عنه أنه يحصل في العام الواحد أكثر من 13 ألف عملية بتر أعضاء في المملكة بسبب مرض السكري وبسبب العادات الغذائية في الأكل، مع أن الله سبحانه وتعالى قال: «وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ».