شهر رمضان الكريم ، شهر عزيز على كل مسلم ، يلتزم فيه بالصيام والقيام ليؤجر عليه من قبل مولاه تبارك وتعالى كما جاء في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ، وأنا أجزي به ) ومن حكمة الله عز وجل أن جعل في العبادات والفرائض وقاية وعلاجاً لكثير من الأمراض والعلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان ، وسبحان من جعل رمضان يشملها بالإضافة إلى ماله من فوائد روحية واجتماعية ، فالصوم له فوائد جمة على صحة الأبدان خصوصاً إذا اتَّبع الصائم النهج السليم في صيامه وذلك من ناحية الاعتدال في مطعمه ومشربه قال عليه الصلاة والسلام : ( صوموا تصحوا ) وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة ، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصحة مطلب أساسي لحياة المرء حتى يستطيع الإنسان القيام بما خُلِقْ من أجله من عباده ، وعمارة الأرض ، وطلب العلم ، ورفع الظلم ، والجهاد في سبيل الله ، والصيام يساعد المسلم على المحافظة على صحته العامة ، وعلاج فعال ومساعد للكثير من الأمراض مثل ( أمراض المعدة – الدم – العروق – حب الشباب – الحساسية – القلب - النفسية ... ) كما أنه يساعد على حرق الدهون ، وإذابة المواد السكرية والدهنية والبروتينية المخزنة في الجسم ، والتقليل من نسبة الأملاح بالدم ، والتخلص من الميكروبات بشتى أنواعها المختلفة ، ومن الفضلات الضارة ، وبذلك يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة ، وسبباً للشفاء بعد مشيئة الله تعالى من كل علة خابت في علاجها الوسائل الطبية الحديثة ، وهذه الأيام المباركة من أفضل الفرص التي يمكن استثمارها في تخفيف الوزن ، فهو وصفة تخسيس بلا ثمن لراغبي الرشاقة إذا تمكنا من التعامل معه بذكاء عن طريق الالتزام بشروط الشهر الكريم ، والتي منها ( الاعتدال في تناول الطعام ، الإقلال من النوم والكسل ، وممارسة نوع من النشاط الحركي بعد الإفطار بساعة للمساعدة على الهضم ولمنع تراكم المواد الضارة في الجسم ... ) فالنظام الغذائي الذي ينبغي أن نتبع خطواته في هذا الشهر الفضيل ، وأرشدنا إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام من خلال أحاديثه الشريفة التي أوضحت ذلك لهو من أفضل الأنظمة الغذائية على وجهة الأرض قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على التمر ، فإن لم يجد فليفطر على ماء ، فإنه طهور ) فالتمر من غني بسكر الجلوكوز ، وبالتالي فهو الغذاء المثالي للجسم لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات والفيتامينات التي لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي ، والألياف التي تنشط حركة الأمعاء ، فالصوم علاج رباني لكل أجزاء الجسم الإنساني . همسة : أهون الصيام ترك الشراب والطعام . ومن أصدق من الله قيلاً { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ناسوخ / 0500500313