وتكمن أهمية الموضوع في تزايد عدد المشكلات الأسرية؛ نتيجة للضغوط الدراسية والاجتماعية التي يواجهونها، إضافة إلى جهل بعضهم بالحقوق والواجبات.. عقدت أنديةُ الطلبة السعوديين في بريطانيا الملتقى التثقيفي الأول ضد العنف الأسري، وورش العمل المصاحبة تحت شعار» لنحمهم ولا نفقدهم» في 29-30 مايو 2010م بلندن، وبرعاية شخصية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة، والذي تضمنت توصياته عقد ملتقيات مماثلة في عدد من المدن البريطانية؛ لأهمية الموضوع الذي يناقشه الملتقى وحساسيته، والمشكلات التي تترتب على الجهل بالقوانين المحلية في بلد الابتعاث. وتكمن أهمية الموضوع في تزايد عدد المشكلات الأسرية بين المبتعثين وعوائلهم؛ نتيجة للضغوط الدراسية والاجتماعية التي يواجهونها، إضافة إلى جهل بعضهم بالحقوق والواجبات الأسرية وقوانين دولة الابتعاث؛ ممّا يترتب عليه المساءلة القانونية، والأحكام القضائية، والتي تمثلت: بالسجن للوالدين. والحكم بنزع ملكية تربية الأطفال من بعض العوائل، وإعطائهم لعوائل بريطانية لتربيتهم. كثرة نسب الطلاق، وخاصة لحديثي الزواج. تعنيف المحارم -خاصة الإخوة والأزواج- والتي شملت الضرب، والحرمان من الاستمرار في الدراسة، والتعنيف النفسي والجسدي على الأبناء وخاصة المراهقين من قِبل الوالدين. ولهذا كانت أهمية الملتقي الثاني كما ذكرتها الدكتورة حنان سلطان، من أن الأسرة هي لَبِنة المجتمع، ومتى صلُحت صلُح المجتمع كله. وأن المشكلات الأسرية، والتي تشمل العنف الأسري بين المبتعثين وأسرهم ظاهرة موجودة، لا يمكن إنكارها، أو التغاضي عنها؛ لهذا على جميع المؤسسات والجهات الداعمة التكاتف لتعزيز مبدأ «الوقاية خير من العلاج»؛ للحدّ من العنف الأسري، وخاصة بين المبتعثين وأسرهم. ** سعدت بالمشاركة معهم في الملتقي الثاني الذي عُقد في مدينة ليستر في الفترة من 29-30 من شهر يونيو الماضي، الموافق 9-10 شعبان الحالي، الذي نفذ في جامعة ديمونت فورت بمدينة ليستر البريطانية، وتحت شعار «أسر مطمئنة»، وشارك فيه عدد من المدربين المشهورين، والأخوات الأكاديميات من جدة، والرياض، والأحساء، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة لتقديم العديد من ورش العمل التي تسهم -بفضل الله- إلى تحسين العلاقات والسلوكيات بين المبتعثين وعوائلهم، والتبصير بالقوانين والواجبات لأفراد الأسرة، وتدريب الوالدين والأبناء، والبنات، وحديثي الزواج ومَن لديهم أطفال صغار من الجالية السعودية في المملكة المتحدة، وأيرلندا للوصول إلى شاطئ الأسر المطمئنة. وقد شاركت بدورة للفتيات اللاتي في مرحلة من العمر ما بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة، وكنّ رائعات جدًّا في مناقشاتهن، أو ومشاركاتهن أثناء الدورة. وقُدّم في الملتقى أربع عشرة ورشة عمل خلال اليومين، وثلاث عشرة ورقة عمل شملت عدة بحوث وتقارير لتعزيز ودعم مبدأ الأمان الأسري بين المبتعثين وسرهم إستراتيجية الحد من العنف الأسري وحماية المرأة لنفسها من العنف، دعم الجهات المساندة ابتداءً من أندية الطلبة السعوديين (لجان إصلاح ذات البين)، الملحقية الثقافية في لندن، المركز الثقافي الإسلامي في لندن، سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن، برنامج الأمان الأسري الوطني، ووزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. كما تم الاعلان عن (لجنة شؤون الطلبة والطالبات التي تعنى بمشكلات الطلبة الأسرية). وقد خلص الملتقي الثاني إلى توصيات مهمة جدًّا أسأل الله أن يوفق المسؤولين هناك في متابعتها بما يعود بالخير للمبتعثين جميعًا، ثم للوطن بعد عودتهم بحفظ الله. وقدمت التوصيات الأخت الدكتورة حنان بنت علي سلطان مقررة لجنة التوصيات والمشرفة العامة على الملتقى ومشرفة المادة العلمية للملتقى والتي تواصلت معنا قبل الحضور، وكانت دؤوبة في ذلك التواصل ومتفهمة ورائعة -جزاها الله خيرًا- وكانت كذلك خلال أيام الملتقى مع البقية من المهتمين، والمسؤولين في الملحقية والسفارة وأندية الطلبة هناك. تمثلت التوصيات بالآتي: 1. تثبيت عقد الملتقى التثقيفي للأمان الأسري كنشاط ثابت ضمن الأنشطة الطلابية المركزية، ومهام أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا مع دعم ميزانيته من ميزانية الأندية والمتضمنة توفير البدلات للطلبة المبتعثين ومرافقيهم للمشاركة بالحضور. 2. إنشاء موقع إلكتروني خاص بالملتقى التثقيفي للأمان الأسري، وتوثيق جميع الفعاليات للملتقى التثقيفي للعنف الأسري الأول، والملتقى التثقيفي الثاني للأمان الأسري، ونشر الرابط لجميع الطلبة المبتعثين إلكترونيًّا لتعم الفائدة على الجميع، إضافة إلى نسخ فعاليات الملتقى الثاني للأمان الأسري على أشرطة مدمجة، وتوزيعها على الطلبة وأسرهم أسوة بالملتقى الأول. (يتبع) أكاديمية وكاتبة [email protected]