حذر أخصائيون بيئة وأغذية من الأضرار الصحية الناجمة عن استخدام العبوات البلاستيكية في تعبئة وتغليف الوجبات الغذائية الساخنة، مشيرين إلى أن تفاعل المواد الداخلة في صناعة البلاستيك مع الحرارة خطر يداهم صحة الإنسان. وطالب الخبراء بضرورة استبدال العبوات البلاستيكية بأخرى أكثر أمانا وأقل كلفة فيما أكدت أمانة جدة أن العبوات البلاستيك المتوفرة في الأسواق آمنة صحيًا ولا يمكن تحللها بالحرارة العادية. بداية يقول الخبير البيئي والمحاضر في جامعة الملك عبد العزيز سابقا على عشقي: إن هناك معلومات مغلوطة عن تفاعل النايلون في حد ذاته مع الأطعمة الساخنة ولكن هذا غير صحيح، بل إن البلاستيك نفسه مكون من مواد مختلفة الكثير بعضها عناصر ثقيلة كالرصاص والكروم وهذه المواد هي التي تتفاعل عند تعرضها للحرارة ويصل بها نوع من الترسبات عند تعرضها لدرجات حرارة عالية، لافتا إلى أن التعرض لتلك المواد بصفة مستمرة قد يؤدي إلى أمراض خطيرة جدًا لا تنحصر فقط في حفظ الأطعمة بل تمتد أيضًا إلى الزجاجات البلاستيكية المستخدمة في تعبئة المياه والمعرضة للحرارة وأشعة الشمس. وأشار إلى أن العديد من عناصرالبلاستيك المستخدم قد يتحلل داخل المياه وبأرقام خيالية وعلى رأسها (الهايدروكاربون)، وفي أحد أهم الدراسات الحالية هناك ربط مباشر بين تحلل تلك العناصر الثقيلة ومرض السكري، ومعدلات الإصابة بداء السكري في المملكة على اختلاف الأسباب يقدر بنحو 50 %. ويضيف عشقي: أهم الأمراض التي تسببها هذه التحللات فهناك رابط بين ارتفاع مرض السكري وبين التلوث بالعناصر المتحللة الثقيلة الموجودة في البلاستيك، إضافة إلى العديد من الأمراض المثبتة علميًا على رأسها السرطان وتشوه الأجنة. وتتفق الأخصائية الغذائية رؤى الحيدري مع الدكتور علي عشقي في تسبب العديد من الأضرار التي تسببها الأكياس والحاويات البلاستيكية المستخدمة في المطاعم فتقول : تفاعل المواد الكيميائية مع الحرارة مثل الأطعمة الساخنة من أهم مسببات إنتاج مواد أولية متسرطنة، ومن الخطورة الشديدة هو أن تلك المواد لا تظهر خطورتها وإعراضها على المدى القريب وإنما على المدى الذي قد يمتد على سنوات عدة، ومن المشكلات الواضحة أن لا يمكن استبدال الكيس البلاستيك ببدائل أخرى لأنها سوف تكون مكلفة جدًا اقتصاديًا، لأن الكيس البلاستيك أسهل في التداول والحمل، ويمكن استبدال البلاستيك بالأكياس الورقية التي يمكن أن تكمل خطورتها في تسرب البكتيريا للطعام وبالتالي فإن الطريقة الأسلم لتفادي جميع الأضرار هو عدم ترك المأكولات والمشروبات فترات طويلة بل يجب نقلها في أواني زجاجية في أسرع وقت متاح. أما المواطن محمود عبد الله صاحب إحدى الكفتيريات يوضح أنه لا يمكن استخدام بديل للأكياس البلاستيك وذلك عائد عن المتعارف عليه استعمالها والبديل يمكن أن يكون مكلف جدا وهو الأكياس الورقية والتي لا تعتبر متداولة، في حين أن الأكياس التي نستخدمها نتأكد أنها آمنة غذائيًا، وفي حال فرض بديل معين فلابد ان يكون متاح لنا اقتصاديا، فقد خفضنا نسب استخدام البلاستيك عن طريق استبدال الكاسات البلاستيكية بأخرى ورقية. من جانبه أكد على الغامدي مدير الرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة أن بعض أنواع الأكياس البلاستيكية المتداولة في السوق آمنة غذائيًا وهذه الأنواع يكون مسجل عليها أنها آمنة غذائيًا، والغالب أن هذا هو المستخدم في الأسواق والذي يتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى حوالي 63 درجة مئوية، والغير آمن هي الخفيفة جدًا والتي لا تصلح لتعبئة الطعام، وقد كان هناك اقتراح من قبل الأمانة لاستخدام الأكياس الورقية وقد تم التعميم عليها ولكن هناك بعض الأطعمة لا يمكن استخدام الأكياس الورقية بها وخاصة التي تحتوي على نوع من الزيوت. ومن جهته يقول الأستاذ ماجد تمران العضو بلجنة البلاستيك والبتروكيماويات بغرفة جدة للتجارة والصناعة فيقول : لابد من مراقبة استعمال الأنواع للأكياس البلاستيكية فالنوع المستخدم في حمل الأغراض لا يمكن استعماله مع الأطعمة الساخنة، أما الأكياس الشفافة يجب التأكد من أنها صالحة في استخدامها مع الأطعمة الساخنة حيث لا تتحلل تحت درجات حرارة عالية وفي جميع الأحوال يمكن أن يكون هذا راجع لجودة البلاستيك من ناحية التفاعل أو عدمه.