مفهوم حديث المصطفى الحبيب العالي الشأن « من رأى منكراً فليغيره بيده،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان، «وروى الحديث الإمام مسلم . وللأسف كثير لا أعرف ماذا أسميهم ؟ جهلة،أو قليلو علم، أخذوا الحديث على أساس تصريح صريح بدون قيد ولا شرط للاعتداء والفوضى، وهؤلاء أساءوا للإسلام ، فمنهم من قام بسد غار أحد، الذي تعدى بتصرفه على سلطة البلاد وممتلكات المسلمين،وعلى آثار إسلامية تُعدُّ مفخرة للأمة، بحجة أن هناك من يزوره وتقام عنده البدع والتبرك . ولعلم هؤلاء الذين تعاني منهم الأمة،إلى حد أن وصل منهم من باسم الدين قتل، وفجر، ودمّر، وكفّر، أفراداً أو حكومات، وكل ذلك اعتبروه تغييرا ًللمنكر ودعوة للحق . لعلمهم أن الحديث يأمر بأن تكون سلطة تغيير المنكر مقننة لدى الحكومات، وبحيث أن لا تؤدي إلى مفسدة أكبر، وهذا ما يتضح من معنى جملة»من لم يستطع «،التي تعني أن الاستطاعة مقصورة على رجال هم أدرى بمصلحة الأمة والمسلمين والإسلام،ويسوسهم علماء كبار لديهم مفهوم شامل واسع عن الدين والفقه وأحكامه،والاختلاف فيه،وكلهم تحت قيادة إسلامية حكيمة،فهم مقيدون بمفهوم للمنكر أكبر من مفهوم بعض من نصَّب نفسه حارساً للفضيلة ، وأطلق العنان ليده ولسانه فأساء أكثر وأكبر مما تخيل على الإسلام وباسم الإسلام . ويُدرك من الحديث الشريف أن الاستطاعة بالقلب، ما هي إلا بالدعاء والابتهال إلى الله لرد الأمة المحمدية إلى الحق والبعد عن الباطل وتسخير الخير لها, ومن فرط جهل البعض أنهم يدعون على العصاة والضالين بالثبور والعذاب وعدم الهداية، وهذا أيضا ًدمار للأمة بدلاً من الدعاء بهدايتها وتقدمها،وعلو شأنها من خلال رد العصاة والضالين إلى الطريق المستقيم، حقيقة يجدر بنا أن نعود عن كثير من تفاسيرنا المغلوطة لنصوص مقدسة،سواء من الكتاب الكريم كلام الله عز في علاه وقوله،أو السُنَّة النبوية الشريفة، التي لم ينطق صاحبها عن الهوى، صلَّى الله عليه رب العباد وملائكته الكرام البررة،والمسلمون المحبون له والمهتدون بهديه . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه [email protected]