كان واضحًا أن لغة الخطاب اختلفت.. ربما اختلفت القناعات أيضًا لكن ليس بنفس القدر.. ورغم شح الكلام إلا أن الحوار مع الشيخ عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمتحدث الإعلامى باسمها يشى بأن المراجعات الفكرية للجماعة التى دعت إلى وقف العنف لا تعنى وقف التراشق الحاد بالسياسات والأفكار، لكن تحت سقف المساس بمصر.. ويبدو أن تجربة الانتخابات بقدر ما أفرزت تخوّفًا شعبيًا من التيار الإسلامى قد تكشف أيضًا عن وجه آخر للممارسة السياسية ولذلك كان تركيز عبدالماجد على ضرورة إعطاء من انتخبه الشعب المصرى فرصته يثبت فيها أنه قادر على حل مشكلات مصر أو لياتِ غيرة عبر صناديق الانتخابات لم يكن عبدالماجد شحيحًا فى كلامه فقط بل كان حادًا وهو يعبر عن مواقف الجماعة ممن يقفون فى الخندق الآخر منها.. وفيما يلى التفاصيل: تبدّل الحال في مصر وصار الإسلاميون في مقدمة المشهد بعد أن كانوا في غياهب السجون أصبح هناك ما يثير خوفًا وفزعا لدي الشارع كيف تري المشهد المصري الآن وبكل صراحة؟ المشهد وبكل وضوح أن ثورة 25 يناير غيرّت مقاليد الأمور وصححت الوضع المصري وانتقلنا إلي مرحلة الديمقراطية وهي حق الفرد في الاختيار وهذا ما كان يتطلع إليه المصريون جميعًا ولكن ماحدث وبعد أن اختار الشعب التيار الإسلامي بكل طوائفه كأغلبية في البرلمان ظهر هؤلاء الذين كانوا يتمنون ديمقراطية بدون الإسلام أوالإسلاميين واتهموا الشعب بالغباء وغالبيته بالجهل ولنكن صرحاء هم يريدونها دولة مدنية وفق النموذج الغربي ونحن نريدها دولة إسلامية حضارية تعتمد علي الشريعة الإسلامية. تطبيق معاصر ولكن الحديث الدائر عن دولة مدنية بمرجعية إسلامية وليس دولة مدنية بالرؤية الغربية؟ الدولة المدنية بمرجعية إسلامية هي ذات الدولة الإسلامية والذين يروجون للتخويف يريدونها دولة علمانية وفق النموذج الغربي أي دولة بلا ضوابط ونحن نريدها دولة بضوابط شرعية وهذا لايعني علي الإطلاق أننا نريدها دولة دينية بالمفهوم الغربي لأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان وفيه تشريعات لكل مناحي الحياة وهذا أيضًا لايعني أننا سنكره الناس حتى يكونوا مؤمنين فنحن نسعى للتطبيق المعاصر للدولة الإسلامية. حكم متسرع ولكن المشكلة الدائمة ليست في الإسلام ولكن في فهم وتطبيق المسلمين للإسلام وهذا مبعث الخوف؟ لا يجب أن لا نتسرع في الحكم ويجب ألا ننسي يومًا أن بطرس غالي كان وزيرًا للمالية وسرق مصر فهل الإسلاميون أسوأ من هؤلاء؟ لماذا التخويف؟ ولماذا يظن البعض أن المنتمين للإسلام كدين وعقيدة لن يفلحوا أنا متاكد أن الشعب سيري نموذجا أفضل، مصر تختلف عن غيرها فمصر حضارتها ممتدة ولن تقبل إلا بالإسلام الوسط الذي يتعايش فيه الجميع والتيار الإسلامي في مصر له رؤية مختلفة ولكنها تتفق علي المبادئ الأساسية وفكر الوسطية سيفرض نفسه علي الجميع. لا للعنف المراجعات هل هي منهج يتفق عليه كل أعضاء الجماعة الإسلامية الآن؟ حتي لو كان هناك بعض الخلاف فقد اتفق الجميع عليا أن المواجهات لم تعد ضرورة وأنه لا داعي لاستخدام العنف داخل مجتمعاتنا وهذا كان قبل قيام الثورة فما بالنا الآن ونحن نتمتع بالحرية وهذا ما كنا نتمناه وشغلنا الشاغل الآن كيف نقدم النموذج الإسلامي وكيف نؤكد صلاحية الإسلام وأنه ليس للتخويف والرعب بقدر ما هو دين الله الحق الذي علي أساسه يأمن الناس وتنهض حياتهم وتتخلص مجتمعاتهم من كل ألوان الذل والسرقة والبغي والطغيان فالإسلام جاء ليحرر الناس وهذه رسالتنا. حالة تشويش ولكن هناك مخاوف متزايدة وكثيرون يرون أن الثورة لم تحقق أهدافها وأنكم قوي ظلامية ستعبث بمستقبل البلاد؟ هناك حالة من التشويش تأتي من قبل الرافضين لوصول الإسلاميين للبرلمان لدرجة أنهم تحدثوا عن إحراق البرلمان نفسه فهل يؤمن هؤلاء بالديمقراطية لقد شككوا في الديمقراطية التي تغنوا بها مادام الإسلاميون قد نجحوا .. إنهم فئة قليلة ولن تفلح فنحن لم نتحدث عن إقصاء أي من هذه الطوائف ولكنهم يريدون إقصاءنا وإقصاء إرادة الشعب والثورة قامت مرة واحدة ولن تقوم مرتين مصر ذاهبة نحو الاستقرار انتهت الانتخابات وسيوضع الدستور. إذا كان الأمر بهذه البساطة فلماذا الخوف؟ لأنهم ليس لهم نصيب من اختيار الشعب وليست هناك قناعات شعبية بهم فلذلك يطعنون في التجربة ولكن هناك عقلاء منهم يرون أن الانتخابات جاءت هذه المرة بالاسلاميين ولهم شرعية فلنعطهم الفرصة فاذا فشلوا فلنأت بغيرهم نحن راضون بهذا المنطق. تخوف مستمر ولكن هناك تخويف من الإسلاميين إذا ما وصلوا للحكم أن تفقد المرأة دورها في المجتمع؟ الإسلام لا يضع قيودًا علي حقوق المرأة فهن شقائق الرجال وكان للمرأة في التاريخ الإسلامي دورها المشرف ولكن في إطار الإسلام وحين نتحدث عن بعض القيود فليس ذلك إقلالاً للمرأة ولكن الحديث يكون حول ما يناسب طبيعتها وفي هذا إحقاق لحقها وليس إنقاصًا منها