توجد لدى المجتمعات كلها تقريبا الرغبة في استكشاف المستقبل، ومعرفة ما الذي سيحدث، ولعل ما يعرف ب (قراءة الفنجان) أو (قراءة الكف) أو (ضرب الودع) تدل على ما تفعله بعض المجتمعات البسيطة في هذا الأمر. ولكن في الوقت الحديث تحولت هذه الصنعة إلى تجارة رائجة من خلال (قراءة الحظ) و (الأبراج) وغيرها من صور التنجيم الحديثة. ربما سبق واستمعت من إحدى صديقاتك أو قريباتك شيئا من هذه الأمور الغريبة. وقد يكون الأمر الأغرب هو إصرار تلك الصديقة أو القريبة على صحة التنبؤ الذي قرأته أو أبلغها به أحد المتاجرين بعقول الناس من أصحاب تلك الصنعة. وربما أنك وجدت في الأمر صعوبة بالغة في إقناع تلك المخدوعة بالتلبيس الذي يمارس عليها بأسماء براقة وجاذبة، تغري البسطاء، وربما توقعهم في حبائل الخديعة والاحتيال. من المعلوم لدينا بالضرورة من أحكام ديننا الحنيف أن الله تعالى اختص نفسه بعلم الغيب، فلا يعلمه إلا هو. وبعض الغيبيات التي اطلع عليها الأنبياء جاءتهم وحيا من عند الله سبحانه. ومادام لا يوجد أنبياء بيننا، بعد بعثة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، فمعنى ذلك أن الوحي انقطع، وليس بيننا من يستطيع معرفة الغيبيات، والتي منها قراءة الحظ أو التنبؤ بالمستقبل. عندما تتخلص النفس من متابعة هذه الأمور، فإنها ترتاح وتستقر، وتشعر بالسكينة والطمأنينة. فما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها. ولكن بقيت الأسباب التي جعلها الله تعالى بيد البشر يعملون بها وينالون نتيجة عملهم بها، وفق مشيئته وإرادته. اليقين بالله تعالى، وبما ثبت في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم كافيان لجعل الإنسان يعيش حياة مستقرة ومتوازنة، ليست مادية صرفة، ولكنها في الوقت نفسه بعيدة عن الخرافات التي قد نجد من يسخر من المصدقين بها في الأزمنة الماضية، ولكنهم ربما وقعوا ضحية للدجل المعاصر ببساطة شديدة. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim