شاحنات, تبث الرعب وتنشر الخوف, بكل تبجح واستهتار, يشعرك من يقودها, أن الشارع ملك له, كيف لا وهو يتنقل بين المسارات, كما وكيفما شاء, فتارة تجده يمينك, وتارة يسارك, بلا ضابط أو قانون, بلا رادع ولا حسيب, أتساءل هل يستوعب سائقها, أن ما يقوده يصنف معدات ثقيلة؟, أم أنه يريد إقناعنا بمدى رشاقتها!. إذا كان الجميع أصابه الجزع, من حادثة انقلاب قطار الدمام, فإن الجزع, كل الجزع, موجود وبشكل يومي, في شوارع وطرقات بلادي, الكل منا يسمع وسيسمع, عن شباب دخلوا القبور نتيجة تهور وإهمال سائق شاحنة, وآخرون يرقدون في العناية المركزة لسنوات, وأحسنهم حالا, من هو مصاب بشلل نصفي, نسأل الله العافية والسلامة. ما يغيظني ويحزنني حقا, عندما تراهم وأنت في أحد الطرق السريعة, المتجهة لبعض دول الجوار, وهم يقودون شاحناتهم بكل إستهتار وعنجهية, وبمجرد وصولهم لمنفذ الدولة المجاورة, يتحول التسيب والإستهتار, إلى انضباط واحترام, لتجدهم بكل أدب وذوق, يتراصون في المسار الأيمن بلا تجاوز ولا مخالفة. من المعلوم أن هذه الدول سبقونا في تطبيق الآلية المعمول بها في نظام ساهر, وسبقونا أيضا في تطبيق أنظمة وإجراءات صارمة, لمتابعة سير هذه الشاحنات, وضبط تصرفاتها, فما المانع من أن تقوم إدارة المرور مشكورة, بالإستعانة بخبراتهم, وجلب التقنيات المعمول بها لديهم, لتسابق الزمن في تطبيقها, فهي من إستطاعت تطبيق نظام ساهر بكل جدارة, في فترة تصنف قياسية, فلمَ لا تواصل نجاحاتها, وتنشئ لنا نظاماً رادعاً صارماً, لمراقبة هذه المركبات ومحاسبة سائقيها, فهذه المركبات لا يحمينا منها حزام أمان, ولا ينقذ كوارثها طفاية حريق. تويتر: @ a.alquaid [email protected]