اليوم أشارك القارئ العزيز في هم يؤرقني في البطالة النسائية ،لكن هناك أكثر من صوت يطالب بأن يقصر عمل النساء في محلات مستلزماتهن على بناتنا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وأُعلِّلُ هذا الطلب بأسباب كثيرةٍ أهمّها: أولاً: أن أكثر نسبة بطالة النساء توجد في صفوفهن ومن حملة الثانوية وان بعضهن تعاني من أعراض العوز للدخل المالى، وهي أوْلى من غيرها بتلك الوظائف التى يبيع فيها الرجال عطورنا وملابسنا الداخلية . * * * ثانياً: إنّنا قد اعترفنا رسمياً ان هناك بطالة نسائية عالية موثقة في برنامج حافز، وبأكثر من وسيلة، إن (البطالة) في بلادنا باتَت قضيةً ملحّة، لا يمكن تجاهلها ولا التساهل في التعامل معها، بل لابد من التصدِّي لها بكل السبل، مذكِّرة في الوقت نفسه بأن الدولة ليست مسؤولةً وحدها عن التصدِّي للبطالة، لكنّ للمواطن القادر على المشاركة في توظيف بناتنا، دوراً مهماً وملحاً في هذا السبيل نحن في حاجة إلى التكافؤ والتضامن، ولا بد أن يكون المجتمع مقتنعا بأنه ليس في مصلحته أن يكون بائع الطيب من الذكور». ثالثاً: علّمتْنا التجربةُ في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان.. أن الاصوات المعارضة تعارض عمل بناتنا وفي بيوتهم نساء يعملن من انحاء العالم يغسلن ويطببن ويطبخن ولا يعتبر ذلك اختلاطا في اعرافهم . * * * رابعاً: جاء في الأنباء أن وزارة العمل اتخذت مؤخراً إجراءاتٍ حازمةً لتشديد الرقابة على تأنيث المحلات التى تبيع لوازم النساء ، أتمنّى ان تجد بناتنا فرصة للعمل مع المطالبة بتغيير وقت التسوق من 9 صباحا الى 9 مساء في حدّه الأقصى من تجارنا وأسواقنا، فبناتنا أوْلى بمساعدتهن خامساً: فلنعط بناتنا فرص العمل وهن يخترن ما ينفع لهن من الاعمال ويناسبهن، وندعمهن بجهود تدريب وتأهيل على اعمال البيع والشراء التي يمكن أن تطْعمَهن خبزاً حلالاً، وتمنحهن القدرة على العمل .. بما يضمن لهن قدراً من ديمومة الإيراد، وتنامي الثقة في النفس والمجتمع * * * باختصار شديد: إذا كنّا، حكومةً وشعباً، نقرّ بأن في بيتنا (غُولاً) اسمه البطالة، تعاني من أعراضَه شريحةٌ غاليةٌ من بناتنا في الشمال والوسط والجنوب والشرق والغرب، فإنّ أريحية التوظيف في بلادنا مدعوة وبقوة للمشاركة في اقتلاع هذا الغول الخبيث من بيتنا، فبناتنا أوْلى بخيرنا ثم أوْلى!!. [email protected]