إلى أي حدّ يُعتبر يوم إجازة التكنولوجيا هاماً في تاريخ كرة القدم؟ إن يوم، 5 يوليو 2012، يُعتبر يوماً تاريخياً في كرة القدم الدولية وبالنسبة لمجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم، الذي مر على تأسيسه 127 عاماً. فقد قرر إدخال التكنولوجيا إلى اللعبة، لكن الأمر يتعلق فقط بتكنولوجيا خط المرمى. إن استخدام ذلك في كرة القدم يُعتبر قراراً حديثاً للغاية. إنه قرار في غاية الأهمية ما دام الهدف الأسمى في كرة القدم هو تسجيل الأهداف. إن التقنيات والتكتيكات الجديدة تجعل من الصعب تسجيل الأهداف، وبالتالي فإن استخدام هذه التكنولوجيا سيساعد في التأكد من تسجيل الأهداف. إنها خطوة ستساعد الحكام. فقد كانت هناك مطالبات باعتماد هذه التكنولوجيا، ويمكنني القول إننا لبّينا النداء. تبدو سعيداً ومبتهجاً بهذا القرار... أنا سعيد، حقاً. أنا مسرور لأننا سنكون قادرين على المضي قدماً. فعندما يتعلق الأمر بالمنافسات على أعلى مستوى أو بمرحلة حاسمة في مسابقة معينة، فإنك تجد نفسك مضطراً لاستخدام هذه التكنولوجيا إذا كانت متوفرة. وإذا لم تستخدمها آنذاك، فهذا يعني أن ثمة شيئاً يجانب الصواب. لقد غيّرت موقفي من هذه التكنولوجيا بسبب ما حصل في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 عندما لم يُحتسب الهدف الذي سجله الإنجليزي فرانك لامبارد هدفاً في مرمى ألمانيا. هل كانت اللحظة مفصلية بالنسبة لك؟ نعم، وقد قلت في قرارة نفسي 'أنت رئيس الفيفا، ولا يمكنك أن تسمح بوقوع شيء من هذا القبيل في نهائيات كأس العالم المقبلة. ولهذا السبب، بدأنا اختبارات التكنولوجيا منذ خريف 2010. لقد حان الوقت. فالنظام بات متوفراً، ويكمن هدفي في جعله جاهزاً للاستخدام في البرازيل 2014. كنت تقول في السابق إن كرة القدم يجب ألا تفقد وجهها الإنساني. هل فقدته اليوم؟ إن الأمر لا يتعلق بتطور خطير ما دام يركز فقط على تكنولوجيا خط المرمى. لا أريد استخدام التكنولوجيا في أي مكان آخر. فأنا أريد أن تحافظ كرة القدم على وجهها البشري. سيبقى هذا هدفي ما دمت أشغل منصب رئيس الفيفا. وعلى العموم، سوف يتعين علينا رؤية كيفية عمل هذا النظام، إذ يجب أن لا ننسى أن الأمر يتعلق بآلية لمساعدة الحكام، ليس إلا. هل أنت متأكد بنسبة 100% أن التكنولوجيا ستُعتمد فقط في خط المرمى حتى لو تزايدت الضغوطات في المستقبل؟ ألن تُستعمل في قاعدة التسلل مثلاً؟ لن تُستعمل إلا في القرارات المتعلقة بخط المرمى. ومهما يكن، فإنه سيكون من الصعوبة بمكان استعمال هذه التكنولوجيا في جوانب أخرى مثل قاعدة التسلل مثلاً. ما هو الشعور الذي انتابك عندما رأيت أن هدف لامبارد في جنوب أفريقيا لم يُحتسب؟ كنت عاجزاً تماماً عن الكلام. لم أتمكن حتى من التفاعل مع تلك اللقطة. لقد صُدمت عندما رأيت أن الهدف لم يُحتسب. وفي اليوم التالي، عندما استجمعت قواي، أعلنت أننا أصبحنا مطالبين بمناقشة مسألة التكنولوجيا والبحث عن سبل بسيطة لاستخدامها. وماذا كان شعورك عندما لم يُحتسب هدف أوكرانيا في يورو 2012؟ هل قلل ذلك من شأن اعتماد الحكام الإضافيين، علماً أنهم كانوا موجودين هناك خلف خط المرمى ولم يساعدوا في اتخاذ القرار؟ لا. إن الخطأ الذي يُرتكب عموماً هو الإعتقاد أن الحكم المساعد [خلف خط المرمى] يقرر في شأن الأهداف. إن هذا يجانب الصواب. فالعين البشرية لا يمكنها أن تساير سرعة الكرة إلا إذا كان مسار هذه الأخيرة بطيئاً. لا يمكن للعين البشرية أن تتابع بدقة تسديدة مثل تلك. إنه أمر مستحيل. ونحن لا نستعين بحكام إضافيين ليصدروا الأحكام بشأن الأهداف. سيكون من الصعب على بعض الدوريات والبلدان استعمال هذه التكنولوجيا. هل يعتبر ذلك مشكلة؟ هناك درجات متعددة في كرة القدم. وهناك مستويات مختلفة. بالنسبة للمسابقات التي يكون فيها من المهم جداً معرفة ما إذا كان الهدف قد سُجل أم لا، فإننا نمنح الفرصة لكي يكون من الممكن التحقق مما إذا كان الهدف قد سُجل فعلاً. إذ لا يمكنك التعافي من آثار قرار خاطئ في إحدى مراحل خروج المغلوب. هل الهدف هو أن تكون التكنولوجيا جاهزة في البرازيل؟ نعم، إن مخططي هو استعمال هذه التكنولوجيا في نهائيات البرازيل 2014. سوف نستخدم هذا النظام كذلك في كأس القارات ونسخة هذا العام من كأس العالم للأندية.