تؤكد الحقائق العلمية على أهمية الحركة والرياضة لعلاج اكتئاب الولادة، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم فقد أمر الله سيدتنا مريم بأن تهزّ جذع النخلة وأمرها كذلك بألّا تحزن، يقول تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا. وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا). ويمكننا أن نتأمل كيف ربط النص القرآني بين ممارسة الحركة من خلال هزّ جذع النخلة (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) وبين عدم الحزن والاكتئاب (أَلَّا تَحْزَنِي)، وهذا سبق علمي للقرآن يشهد على إعجازه في هذا العصر. وفي ذات السياق أثبتت دراسة علمية حديثة أن أسهل علاج لفترة الحزن التي قد تمر بها الحامل قبيل وبعد الولادة هو ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة. ومن هذا المنطلق قام مجموعة من الباحثين بإخضاع المشاركات في الدراسة لاختبارات بغرض تقييم حالتهن النفسية ورصد أعراض الاكتئاب لديهن، بالإضافة إلى تحديد مستوى النشاط البدني عند كل منهن، وذلك في ثلاث مراحل، الأولى قبل بدء البرنامج، والثانية عقب انتهاء مدة البرنامج التي استمرت ثمانية أسابيع، والثالثة بعد مضي أربعة أسابيع على نهاية البرنامج. وأفادت نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة "العلاج الفيزيائي" التابعة لرابطة العلاج الفيزيائي الأمريكية- بانخفاض عدد النساء اللواتي كن يواجهن خطورة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة -قبل بدء الدراسة- إلى النصف تقريباً، وذلك بين الأمهات في المجموعة التي تلقت دروساً تعليمية ومارست تمارين رياضية خاصة. وخلصت الدراسة إلى أن النسوة اللواتي انضممن إلى البرنامج أظهرن تحسنا في الحالة النفسية وتراجعا في أعراض الاكتئاب بشكل واضح عقب انتهاء البرنامج، مقارنة بالأمهات في المجموعة الأخرى، الأمر الذي امتد تأثيره لأربعة أسابيع لاحقة. وكانت دراسات سابقة أكدت أهمية ممارسة بعض التمارين الرياضية قبيل مرحلة الولادة وذلك للمساعدة على سهولة وضع الطفل وأثبتت التجارب أن هذه التمارين مفيدة للأم والطفل معاً لأنها تنشط حركة الدم وتساعد على تأمين الغذاء بشكل أفضل للجنين مما يساعد على نموه وزيادة نسبة الذكاء لديه.