مواهب وجدت من يرعاها، فانطلقت بقوة لكي تحقق مبتغاها في بلد يذخر بالطاقات والقدرات الإبداعية.. طفلٌ لم يتعد العقد الأول من عمره، ولكنه يخترع ويبدع؛ فيوقن الجميع أنه طفل نابغة يفوق عمره.. وشاب آخر لم يتجاوز عقده الثاني، إلا أنه طموح يحلم بالوصول للعالمية، ويخطو بثبات على طريقها. «المدينة» التقت عددا من المواهب المتنوعة؛ لنتابع من خلالها الحركة الإبداعية في الوطن، وما هي طموحاتهم وأحلامهم في الوصول إلى مصاف المبدعين في العالم. الطفل النابغة في البداية يقول عبدالرحمن باسم الشريف، الطالب في الصف الرابع الابتدائي: أقوم الآن بالإعداد لتنفيذ ابتكار عبارة عن مروحة تعمل بالاعتماد على تحولات الطاقة، حيث تعمل بوصلة (USB)، وقد بدأت في تنفيذ فكرتي في البيت، ووجدت من والدي تشجيعا كبيرا، فاشترى لي جميع الأدوات التي احتاجها، ثم قدمت ابتكاري للمدرسة، فوفرت لي الدعم المناسب، وحينما سألناه عن المشاركات التي قام بها أجابنا: شاركت في الصيف في برنامج موهبة الصيفي (التابع لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع)، وحصلت على جائزة أفضل الطلاب أداء في البرنامج، وأتمنى في المستقبل أن أصير مخترعا، وابتكر اختراعات جديدة لم يبتكرها أحد من قبلي. عاشق الرسم أما الرسام الصغير حازم باخشوين فقد اكتشف إخوته موهبته، ووجهوه إلى الرسم، ويعكف الآن على تعلم «الجرافيك» وبعض البرامج الأخرى المتخصصة في الرسوم المتحركة، حيث يتطلع في المستقبل أن يقوم بتصميم شخصيات كاريكاتورية شبيهة بشخصيات «والت ديزني» مثل ميكي ماوس والعم بطوط الشهيرتين، وقد شارك حازم في العديد من المسابقات المحلية؛ وأبرزها: مسابقة «أنا فنان» للرسم الحر التابعة لوزارة التربية والتعليم، ومسابقة «حياة صحية آمنة» والتي نظمتها وزارة الصحة لاكتشاف الأطفال الموهوبين في الرسم. الخطاط الصغير وبالنسبة لموهبة الخط؛ فيبرز الخطاط الصغير فارس حريري، والذي يدرس في الصف الرابع ابتدائي، فيقول: شعرت بجمال خطي منذ كنت في الصف الثالث ابتدائي، وقد ساعدني والدي ومعلمي، حتى شاركت في الكثير من المسابقات، وحصلت على مراكز متقدمة، فأحب خط النسخ، ولكن تواجهني صعوبة في ممارسة الخط الثلث؛ لأنه أشد الخطوط صعوبة، ويطلب تدريبا مستمرا، بل ومرونة في الأداء، ويمتاز أيضا بتعدد أشكال حروفه. الذكاء السيال وعلى صعيد الشباب التقينا الطالب علي عبدالرحمن الخويطر طالب بالثانوي، ومشارك في أولمبياد الإبداع للبحث العلمي التابعة لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، فيقول: لدينا الآن بحث عن أثر تدريب الذاكرة على الذكاء السيال (أي الذكاء الفطري)، ونقوم بإعداد التجارب العلمية: مثل اختبار المصروفات المتتابعة وهو نموذج لاختبار مقنن عالميا، ويشاركني في البحث زميلي فارس عابد ميمني تحت إشراف الدكتور عادل البترجي.. ويتابع حديثه قائلا: تخطينا المرحلة الأولى، وهي على مستوى مدينة جدة، وسنشارك في المرحلة اللاحقة والتي ستكون على مستوى محافظة مكة، ثم على مستوى المملكة، تدرجا إلى المرحلة الأخيرة وهي المشاركة على مستوى العالم.