ألقيت في الحفل الختامي لكلية الاقتصاد والإدارة مساء الخميس 26/6/1433ه هنا للمجد قافلة تسيرُ وفكر لا يضل ولا يحيرُ تصاحبها البشائر معلنات بأن طريقها المضني قصيرُ هنا عزم كعزم النور ماض يهدي في جدائله الضريرُ هنا ترنيمة لو أن نايًا ترنمها لضج بها الأثيرُ بلحن فيه من غنج الصبايا تباريح فمسمعها مثيرُ يثير كوامن العشاق عزمًا يذل له إذا استعصى العسيُر *** هنا يا سائلي وهج السجايا فلا حر يروع أو هجيرُ سجايا خلف مشهدها رحيقٌ وخلف رحيقها رجل خبيرُ يصير على يديه العز عزًا يخلد إذ يداه هما المصيرُ *** سرينا فالمسافة ليس تدنو سوى لمغامر والريح عيرُ إلى قمم المعالي فالمعالي لنا وطن ونحن لها سفيرُ قريب من عزائمنا سحابٌ قليل غياثها غيثٌ غزيرُ لنا الغايات تخضع إن خطونا إلى الغايات فهي لنا تسيرُ فإن كنا على فلك - وإنا على فلك - لمنزلنا تطيرُ سرينا والكواكب في ذهول وإن ذهول أصغرها كبيرُ وسر ذهولها أنّا عرجنا لمنعرج يشيب له الصغيرُ فكنا فيه فرسانا وكانت لنا الفرسان تخضع إذ نغيرُ تركنا بصمة أرخت سناها فكان رسولها البدر المنيرُ وخلفنا المدار على خطانا يرتب خطوه أنّى نسيرُ تجيئ شموسه تترى إلينا على ظمأ لضوء تستشيرُ فنهديها الضياء فكل سار لمجد بالضياء سيستنيرُ *** سرت أنشودة المسرى لتبقى لنا الذكرى يغنيها العبيرُ هنا للذكريات سجل أنسٍ غلافاه المسرة والمسيرُ إذ الذكرى تذكرنا بأنّا تآخينا، فقرّ بنا الضمير لقد كانت أخوتنا نسيجا يذوب لطيب ملمسه الحرير توشحناه، كان لنا رداء وردءًا حينما يعلو النفيرُ أخوّتنا وليس لها نظير وكيف يكون للمثلى نظيرُ؟ على أنّا وإن كنّا حنانا ولكنّا حراك مستطيرُ حراك لا يعكره عراك وتغريد يغنيه الغديرُ تآخينا فهل هذا حسام يقود الركب أم هذا سميرُ؟ وهل هذا سعيد فاح عطرًا أم الطاسان أم هذا شبيرُ؟ أم الخيال في الآفاق يعلو أم الآفاق جال بها منيرُ؟ وهل هذا الشريف على حصان يشير فيستثير إذا يشيرُ؟ ومن هذا الذي بالشعر يشدو أنا؟ كلا بل الجمع الغفيرُ هل الفرحان كالأنسام يحلو إذا الأنسام رافقها العبيرُ؟ وهل هذا الذي وافى مهابًا دياب أم سعود أم نصيرُ؟ رموزٌ في رموزٍ في رموزٍ وحشد في الحشود له هديرُ إذا الغايات جلّلها وئامٌ فإن نتاجها خير وفيرُ