يعرف عن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز عشقه الشديد للتاريخ وكل المعارف التي تتسم بالأصالة، فهو يربط دائما بين ازدهار الأنشطة العلمية والثقافية في المملكة وبين توفر الأمن والاستقرار والتواصل مع التاريخ المليء بالقيم الأصيلة والدروس المستفادة. ونتذكر مواقف وتصريحات كثيرة تحكي عن عشق الأمير سلمان للتاريخ وحثه على القراءة فيه والتمعن في معانيه، ومنها ما قاله أثناء افتتاحه متحف قصر المصمك التاريخي بمدينة الرياض في شهر فبراير من هذا العام والذي هو رمز للوحدة والأصالة، حيث حث - حفظه الله - شباب الوطن وحفزهم على قراءة تاريخ آبائهم، داعيًا سموه الشباب إلى زيارة معالم المملكة، وقال: «يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة المبنية على العقيدة الإسلامية وحدة عربية إسلامية». والأمير سلمان من أبرز رعاة ودعم وتدوين التاريخ السعودي، فهو من يقود مسيرة المؤسسة التاريخية المعروف بدارة الملك عبدالعزيز التي تتولى مسؤولية تدوين وحفظ تاريخ السعودية والموروث والعناية بهما. ومن منطلق عشقه الشديد بالتاريخ والرموز الإسلامية والعربية التي أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية عبر العصور، تولى سمو ولى العهد الأمير سلمان رئاسة اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وتولى رئاسة مجلس إدارة مركز أبحاث تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كما تولى الإشراف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية ورأس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والأمانة العامة لمؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية، وتولي منصب رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية والتي أقيمت في شهر شوال عام 1419ه، وتولى الأمير سلمان الرئاسة الفخرية للجمعية التاريخية السعودية وكذلك الرئاسة الفخرية لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية. وكان من نتيجة كل ذلك الجهد والعطاء أن نال سموه التكريم والتقدير من الكثير من الجهات في الداخل والخارج، ولعل آخرها حصوله - حفظه الله - على درجة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني عام 1432ه الموافق التاسع والعشرين من شهر مارس 2011م لما لسموه من جهود وعطاءات متميزة في الحفاظ على التاريخ السعودي المجيد ورصد فعالياته المختلفة في شتى المجالات. ويحرص سمو الأمير سلمان على حضور العروض المتحفية التي يتم تطويرها من الهيئة العامة للسياحة والآثار وكذلك الأنشطة التاريخية والثقافية المتعددة والمتنوعة مثل أنشطة دارة الملك عبدالعزيز والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. ويعرف سمو ولي العهد بأنه رجل علم وثقافة من الطراز الأول، اعتمد على رؤاه وأفكاره البناءة الكثير من الملوك السابقين لرسم سياساتهم وصياغة قراراتهم، وقد ساهم مساهمة فعالة وملموسة في دعم وتطوير بيوت العلم ومراكز البحث العلمية في الجامعات والمعاهد والجهات البحثية على اتساع أرجاء الوطن، وقد نبعت هذه المساهمات وهذا الجهد الكبير من منطلق حب جارف لتاريخ هذا الوطن بكل ما يحويه من معان وحكم ودروس ومفردات الأصالة، مع الإلمام الكامل بكل ما يجري في العالم من حوله وما يلحق به من أحداث ومستجدات متسارعة تعظم من الفرص وتزيد من التحديات. ونستشف حرص الأمير سلمان على توعيه أبناء الوطن بتاريخهم وحضارتهم في كل الجهود التي بذلها سموه، وفى رعايته الكريمة للعديد من الجوائز العلمية التي يتم منحها في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال رعايته لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، وهي الجائزة التي تعتبر من أبرز الجوائز العلمية التي تصب في خدمة حركة البحث العلمي الوطني والأبرز في نوعها وخدمتها للتاريخ العربي والإسلامي بصورة عامة. وبالإضافة إلى حرص سمو الأمير سلمان على الحفاظ على تاريخ المملكة، يتابع سموه أدق التفاصيل ويحرص على تصحيح المغالطات التاريخية أو الأخطاء التي قد تتضمنها تقارير إعلامية من منطلق الحرص الشديد على تصويب الأخطاء حتى لا يتعرض هذا التاريخ النبيل والمشرف لأي خطر، فهو شاهد على هذا التاريخ المشرق وشاهد مع إخوته على تفاصيل وأحداث كثيرة صاغت المسارات السعودية في السياسة والأدب والفكر والاقتصاد، وهو أيضا حاضر وبكثافة في الندوات التاريخية والأدبية والمعارض الثقافية والأنشطة العلمية، ليكون سموه مصدرا غنيا وموثوقا للتاريخ الوطني يؤرخ بدقة للأحداث ولشخصيات أبناء الملك عبدالعزيز ممن تولوا الحكم، وللتاريخ السعودي ومسيرة العطاء المتواصلة والبناء للوطن والمواطن.