في رثاء الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله وأسكنه جنانه- : تنعاك كلُّ منابر الأوطانِ .. يا نايف في الأمنِ والإيمانِ فُجعت بك الدنيا فأنت فقيدها..إلا أعادي الدينِ والبنيانِ ما للمنايا المسرعات تذيقنا..طعمَ المماتِ بهذه الأحزانِ ! تتْرى.. وفي الأقدار لطفٌ كامن..تجري بحكمة ربنا الرحمنِ ما في الرثاء تسخطٌ وتزلُّفٌ ..بل فيه تنفيسٌ لذي الأشجانِ يا أيها الأسَدُ الذي لمماته..فقد العرينُ دعامة الشجعانِ أرسيتَ أمنَ الناس حين تلاطمت..أمواجُ هذا الخوف في الشطآن وحفظت دين الله في بلدانهم..فلموتك اهتزَّت بنو البلدانِ آنَ الرحيلُ وشيَّعتْكَ جموعُنا..ودموعنا فيضٌ من الوجدانِ حُمَّلت أمنَ الشعب فاستحملته..وبنيتَ صرحا شامخَ السلطانِ هذي الوصايا الشاهدات على المدى .. بالحبِّ والإشفاق والإحسانِ أوما أمرتَ بأن ندافع كلنا..عن ديننا عن هذه الأوطانِ عن هؤلاء الجيل عن أبنائنا..ممّا يُحاك لنا من العدوانِ وشعيرة الأمر التي عظَّمتها..وعددتَها ركنا من الأركانِ فرحوا بموتكَ ! يا لها من آيةٍ..خَصَّتْ بها الأعداءُ أهلَ الشانِ فإذا نعتْ أهل الجزيرة شهمَها..فرحتْ بلادُ الفرسِ في إيرانِ وإذا بكى أهل الحجاز ونجْدها..ضحك المجوسُ وإخوةُ الشيطانِ أنا لستُ أكتب ها هنا صفحاته..فله من التاريخ خير لسانِ هو شاهد الأيام ينطق في غد..يروي عن الإنسانِ للإنسانِ اختاره الرحمن أرحمُ راحمٍ..بالخلق يا للخالقِ المنّانِ يا ربّ فاجز أبا البواسل جنّةً..واغفر لهُ يا واسع الغفرانِ ! د. علي مشرف الشهري القاضي بمحكمة الأحوال الشخصية بجدة