أين الذي كانت له طاعاتنا مبذولة ولربه طاعاته أين الذي مازال سلطانا لنا يرجى نداه وتتقى سطواته لاتحسبوه ممات شخص واحد فممات كل العالمين مماته نايف ، نايف ، غيابه لم يكن غياب فرد له صفات القائد أو الأمير أو الوزير أو الأب ، ولكنه غياب مرحلة كاملة من مراحل تاريخنا المعاصر بكل ما بها من تقدم وأوجاع وانتصار وبناء ، مرحلة زاخرة بالأحداث الثقال وزع نايف جهده وفكره على كل طولها وعرضها ليستقر البناء بحماية الأمن ويحمى الفكر بأمن الفكر ، أعاد الاعتبار للسنة الشريفة فجعل لها مؤسسة وجائزة ، وحمل القرآن المقدس لكل صوت اشتاق لتلاوته " ربنا ياكريم أجزه خيرا بعدد حروف التلاوات التي ذكرت بفضل منك وبدعمه وتشجيعه " نايف روح شربتها أرض المملكة حتى غدا ترابها يصيب كل عابث بأمنها واستقرارها ... فكيف نعزي هذه الأرض بغياب روحها ؟ طهارة أرض وطهارة سيرة زرعت في الضمائر وأثمرت عزة وكرامة عرفها أبناء الشهداء وأراملهم ، واعتلت بها هامات النفوس المنكسرة التي ضللها انحراف المنهج ، فكانت توبة من حياة الذل إلى حياة الكرامة . "لا عزاء لنا بنايف إلا بنايف " كانت تنتظره مرحلة جديدة محملة بالتحديات ويحفها الارتباك من كل جانب ، ارتفعت بها أصوات عابثة وغابت عنها ضمائر مؤمنة ، أطماع تتبعها أطماع ، ومذاهب تتعارك مع مذاهب ، مرحلة سوف تشتاق لإرادته التي لا يثنيها عن عز الوطن عبث كل معتد أثيم ، رحمه الله حامي مرحلة البناء ، رحم الله من أسس لنا منهج الاستقرار والكرامة لكي نصد به كل نفس نازعة للشر ، ففي سيرته تسكن كل اسباب استقرارنا وأمننا فقد كان نايف الوطن والوطن نايف ، فالأوطان لاتموت ، بل تحيا بجهد المخلصين من أبنائها ، فإن غيب الموت نايف فلن يغيب الوطن جهده وسيرته وإرادته فسوف يستمر وجوده بيننا ما بقيت هذه الأرض الطاهرة . "عزاء من نايف" (إذا مات الإنسان بشرف نال سعادة الدنيا والآخرة)