أسدل أمس الستار على القضية التي هزت مجتمع المدينة قبل «6» أعوام تقريبا لشناعتها، والخاصة باستدراج «جمالات» للطفلة «راضية» من ساحة المسجد النبوي الشريف، إلى منزل شقيقها بالحرة الغربية، والذي قام باحتجازها طيلة الأربعة أعوام الماضية والاعتداء عليها. وأصدرت وزارة الداخلية أمس بيانًا حول تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في الجانيين على خلفية إقدام كل من محمد بن جنيدي بن محمد بن نافع وجمالات بنت جنيدي بن محمد بن نافع (مصريي الجنسية) على استدراج وخطف طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات من الحرم النبوي الشريف وتعذيبها وحبسها بمسكنهما لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر وقيام المذكور باغتصابها بالقوة والمداومة على ذلك طيلة فترة حبسها وتخطيطهما لتهريبها إلى خارج البلاد, وإهمالهما الرعاية الصحية لأبنائهما وممارسة العنف ضدهم مما أدى إلى وفاة اثنين من أبناء محمد المذكور وارتكاب الكثير من المخالفات الشرعية العقدية والشركية. وقال البيان إن سلطات الأمن تمكنت من القبض على الجانيين المذكورين وأسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب جريمتهما وبإحالتهما إلى المحكمة العامة صدر بحقهما صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليهما شرعًا، والحكم عليهما بالقتل تعزيرًا عقوبة لهما وردعا لأمثالهما وصدق الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا وصدر أمر سام بإنفاذ ما تقرر شرعًا وصدق من مرجعه بحق المذكورين. وأكدت الداخلية في بيانها حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم أو يهتك أعراضهم وحذرت في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. «المدينة» التقت «راضية» بعد تنفيذ الحكم وقالت: «الآن تنفست الصعداء بعد تنفيذ الحكم وآن لوالدي أن يرفعا رأسيهما.. والحمد لله أننا في المملكة بلاد الحرمين التي تنفذ شرع الله وتستقي أحكامها من الكتاب والسنة دون تمييز بين مقيم ومواطن ولاتخشى في الله لومة لائم». وعبر والد الطفلة راضية عن شكره لله سبحانه وتعالى أن قيض لهذه الدولة العظيمة رجالًا عظماء مخلصين يحكمون شرع الله ويسهرون على أمن وصلاح هذه الدولة بتوجيهات وقيادة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-. وكانت «المدينة» قد تابعت قضية الطفلة الأفغانية «راضية» مع بداية فك لغز اختطافها حيث كانت تبلغ من العمر «9» سنوات، وظلت حبيسة «الملحق «الذي يسكنه الجاني لأكثر من «4» سنوات ومورست ضدها جميع أنواع الرعب والقسوة، داخل السجن الإجباري الذي جهزه لها خاطفها و لم تر خلالها نور الشمس رغم محاولتها المتكررة الفرار والنجاة. والتقت «المدينة» راضية، وقالت: «كنت مع والدتي في الساحة الغربية للمسجد النبوي الشريف لتأتي وافدة مصرية لتقول لأمي إنها زائرة وتسكن في فندق قريب وتشتري أقمشة كانت والدتي تبيعها بمبلغ 100 ريال، بعد ذلك بحثت الوافدة في محفظتها ولم تجد نقودا وطلبت مني إن أرافقها لتدفع المبلغ مؤكدة أن الفندق الذي تسكن به قريب وذهبت معها وبعد ان قطعت مسافة كبيرة حاولت العودة فأصرت أن أرافقها وعندما دخلت المكان لم أخرج منه ولم أر الشمس حتى لحظة خروجها. وأكملت: «لم أكن اعرف اننى ذاهبة لحتفي حيث سلمتني لجنيدي ليحتجزني في محبسه -وكان يضربني دائمًا هو وشقيقته “جمالات" عندما اطلب الذهاب لأمي ولم يكن احد يسمع صرخاتي، ولم اترك طريقة أو محاولة للهرب الا فعلتها دون جدوى حيث كان يقوم بإغلاق الغرفة بإحكام ومن ثم باب الملحق. وعن كيفية قضاء يومها قالت “راضية" لم يكن جنيدي يعمل كان يقضي ايامًا معنا في البيت لايخرج منه، ولا يصوم رمضان ولا يخرج للأعياد ولا للجمع ولا يغادر المنزل إلا لدقائق بسيطة اما لإحضار تميس وفول فقط ويعود للمنزل وكان أكثر من يخرج من المنزل اخته فقط التي كانت تعمل بائعة متجولة وكنا نفطر الفول فقط وفي الغداء لبن الزبادي مع السكر. أبشع الفصول وتكمل راضية أن أبشع فصول الرواية تتمثل فى يوم رأيته يدفن طفليه “داخل حقيبة مملوءة بالتراب بعد أن عانوا من المرض لعدة أشهر كما انه لم يفكر ان يذهب بهما الى المستشفى ولم يدفنهما طيلة السنوات الماضية حتى أخرج الحقيبة ليذهب بها خارج البيت دون أن يخبر أحدا ماذا ينوي أن يفعل بهما. و تتذكر المعاناة قائلة: «قبل عدة أسابيع قال لنا انه يريد الذهاب إلى مصر بعد أن أقنعته “جمالات" بالعودة وانه جهز لنا أوراقًا ليأخذنا معه إلى مصر وعندما رفضت ضربني حيث تم تجهيز أغراضنا جميعا في الشنط وتخلص من جثة الطفلتين استعدادًا للسفر لنقوم بتسليم أنفسنا إلى الترحيل بحجة أننا متخلفات وعند وصولنا إلى الشرطة رفضت أن أتحدث إلا بعد أن أصر الضابط على الحديث معي على انفراد لأقول له أنا “راضية" وأروي له القصة كاملة.. وفى حديثنا مع راضية وقتها لم تسكت أمها حتى وصل بكاؤها إلى نحيب لتضم طفلتها إلى صدرها وتحمد الله على عودة الفرحة التي عمت الأسرة فأشقاؤها الصغار الذين كانت أعمارهم لاتتجاوز الأربع سنوات أصبحوا الآن مدركين وعاشوا على أمل اللقاء بها .. تركنا “راضية" لتنام ليلتها الأولى بعد أربع سنوات من الغياب في حضن والدتها التي لم تتركها للحظة بعد عودتها وكأنها تريد أن تعوض سنوات الفقد. والدة راضية: أنا راضية وعلمت بالقصاص من الوالد ابتسام المبارك - المدينةالمنورة أعربت والدة راضية ل»المدينة» عن فرحتها بتنفيذ القصاص بحق الجانيين، مشيرة إلى أنها وأختاها منيرة وفاطمة علمن بالخبر من والدهن والجيران بعد إعلانه عبر رسالة نصية من جوال منطقة المدينةالمنورة، وهو ما أثلج قلوب الأهل والجيران، وأشرن إلى أنهن يشعرن بالأمن والأمان في مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم في ظل يقظة رجال الأمن المخلصين. وقالت والدة راضية إنها تركت البيع بالبسطة، وظلت بجانب بناتها الستة وأولادها الأربعة ترعاهم وتقوم بتحفيظهم القرآن الكريم، مشيرة إلى أنهم يعيشون على راتب الأب الذي يعمل لدي كفيله السعودي في محل بيع الملابس. وذكرت أن ابنتها راضية لم تعلم بالقصاص إلاّ بعد ثلاث ساعات من تنفيذه وكانت تتمنى شهادة تلك اللحظة وترى بعينيها مقتل السفاح جنيدي لينطفئ وجعها الذي حملته سنوات في صدرها. زوج الخاطفة: راض عن الحكم وتستحق القتل ابتسام المبارك - المدينةالمنورة أكد إبراهيم الضمراني، زوج الخاطفة جملات ل»المدينة» رضاه التام عن الحكم الصادر ضد طليقته جملات جنيدي، وأم بناته المخطوفتين من قبلها (رقية 13سنة، وفاطمة 15 سنة). والتي تحايلت قبل 7سنوات بتزوير أوراقهما الرسمية والهرب بهما إلى المملكة لتستقر بالمدينةالمنورة وتسكن مع أخيها محمد جنيدي. وأكد الضمراني انه سوف يمهد لإخبار ابنتيه رقية وفاطمة بخبر قصاص والدتهما، رغم قناعتهما الكبيرة بتصرفاتها الخاطئة وجرمها الشنيع. إحدى منسوبات سجن النساء: جملات أوصت بالحج عنها ابتسام المبارك - المدينةالمنورة أفادت إحدى منسوبات سجن النساء العام بالمدينةالمنورةل»المدينة « أن إجراءات تنفيذ القصاص بجملات جنيدي بدأ بتجهيزها قبل القصاص بساعات قليلة، وإبلاغها الخبر أمام كاتب عدل من المحكمة الشرعية الذي استكتب وصيتها الأخيرة قبل القصاص حيث أوصت ببعض المال لوالدها وأن يقوم بالحج عنها. واشارت الى انه تم تنظيم محاضرة للسجينات بعد إعلان القصاص من قبل إحدى الداعيات وتذكيرهن بكيفية التحلّي بالصبر والاحتساب عند الشدائد ويؤمن بالقضاء والقدر.