قال د محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين، وسدد خطاه، كم كان حكيماً عندما اختار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ولياً للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، وطلب من أعضاء هيئة البيعة الموافقة على اختياره، وكان ذلك منه دون تردد او تأخر، لقد كان حفظه الله بثاقب بصره، ونور بصيرته، يعرف جيداً إمكانات صاحب السمو الملكي الأمير نايف رحمه الله وقدراته العظيمة، وخبرته، وحنكته، وما يحظى به من احترام وتقدير محلي وعالمي، وقد كان نعم المعين، ونعم الصادق الأمين في مساعدة خادم الحرمين الشريفين في إدارة شؤون البلاد، والعمل على استقرارها في أرجائها المترامية، والحزم مع كل من يتربص بها ويحاول العبث بأمنها. نايف بن عبدالعزيز-رحمه الله- عندما تقابله أو تستمتع اليه، يأسرك بحلمه وأناته، وطيب شمائله، يستمع لك بكل اهتمام، ويحدثك بأمانة وصدق. نايف بن عبدالعزيز-رحمه الله- متعه الله بالكثير من الصفات التي لا تتوفر في غيره من الرجال، فهو رجل سياسي قدير ملم بخفايا السياسة الدولية، وما يعيشه العالم من حولنا من أحداث. وهو رجل علم، محب للعلم والعلماء وحريص على تشجيع العلم ونشره وبخاصة العلم الشرعي منه. وهو رجل أمن يدرك المخاطر المحدقة التي تستهدف بلادنا أمنها واستقرارها ويتعامل معها بمنتهى الحكمة والحزم.وهو رجل البيان والبلاغة يملك من قوة الحجة، وصدق الحديث ما يقنعك ويرضيك. وهو رجل الوفاء، والإخلاص لدينه ومليكه ووطنه. وهو رجل العمل بدأب ومثابرة وصبر وصمت. وهو رجل البر والإحسان، والعطف على الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، داخل المملكة وخارجها. وهو رجل الخلق الرفيع، والتواضع الجم، وهو الرجل الذي يمتلك رصيدا كبيرا من محبة الناس وتقديرهم لشخصيته العظيمة فلا غرابة أن تلحظ الحزن العميق والألم الكبير الذي يعيشه المواطنون في هذه البلاد على فقده رحمه الله بل والصدى الحزين الذي عم أرجاء العالم بوفاته تغمد الله فسيح جنانه.