عند المصيبات تقصر الرؤية وتغبش الرؤى. ولكن ذلك حالة الفجاءة التي ما تلبث أن تتلاشى ويفيق منها المذهول. اليوم فاجأنا الخبر بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ، ولي العهد الأمين. وإننا إذ نسأل المولى الكريم السميع المجيب ، بأن يغفر له ويرحمه ، وأن يدخله فسيح جناته ،وأن يلهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأعزه والشعب السعودي الوفي الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل والفقد العظيم فإن المملكة العربية السعودية تطوي صفحة سيرة مضيئة لرجل كبير. الكبار لا يختفون ويذهبون عنا هكذا ، لأنهم يستمرون في الحياة التي نعيشها في ذاكرة الناس والتاريخ والزمان. لقد كتبوا آثارهم بما قدموه من خدمات جليلة لأوطانهم ، وبما كتبوه في التاريخ من مبادرات وتضحيات وإخلاص. والزمان دوماً كفيل بالإنصاف وذاكرة الإنسان دوماً حافظة للمآثر والأخلاق والأفعال. وبهذا ترتقي الرجال وتشتعل سيراتهم في العقول وتزدهر في القلوب. يبقى لنا الحزن الآن .. نعم. وهذا فعل إنساني ينشأ في الصدمة ويشتعل منها. وذلك لأن الفقد عظيم ، فأمام الموت يتجلى عجز الإنسان وضعفه ، فلتدمع العيون إذن. ولكن الإيمان برحمة الله الواسعة وفضله يبث في القلوب الطمأنينة وفي العقول الرزينة وفي الناس الرجاء. رحمك الله يا كاتب أمننا السعودي والعربي بحروف من ذهب وعرق. ويا من خدم الدين والمليك بالإخلاص والتضحية. ويا من سطّر في كتاب التاريخ اسماً سيبقى بإذن الله وضّاءً مشعّاً. رحمك الله يا أبا سعود. وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]