ارتفع منسوب التوتر السياسي والاجتماعي في الاردن، فالحكومة باتت تعترف شيئا فشيئا بالضغط الكبير الذي بات يحدثه تدفق اللاجئين السوريين على البلاد وسط عجزها عن تقديم مساعدات لهم في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها عمان. وتدفق على الاردن حتى الان نحو 110 الاف لاجئ سوري فيما تتوقع الحكومة الاردنية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لجوء 70 الف سوري جديد خلال الفترة المقبلة. وشهدت المناطق الحدودية الاردنية مع سوريا تدفقا كبيرا للاجئين السوريين الامر الذي احدث ازمات اجتماعية نظرا لاستهلاك كميات ضخمة من المياه في بلد يعاني اصلا من ازمة مائية، فيما شكل الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية استهلاكا عاليا للادوية والمستلزمات الطبية في الوقت الذي تقتصر فيه المساعدات المقدمة للاجئين من المفوضية وبعض الدول والمنظمات الدولية والعربية على الملابس والاغذية. وعمليا تحاول الحكومة الاردنية تخفيف ضغط لجوء السوريين الى الاراضي الاردنية عبر اجراءات مشددة على المراكز الحدودية لتقييد حركة الدخول الا ان المشكلة تفاقمت وارتفعت اعداد اللاجئين الذين يتجاوزون الشبك الحدودي (الاسلاك الشائكة) بعيدا عن المعابر الحدودية الشرعية. ويعاني اللاجئون السوريون الهاربون من جحيم القتل والدمار من حالات رعب وهلع، فمنهم من هو ملاحق من قبل اجهزة الامن السورية واخرون يخشون على اقاربهم واسرهم في سوريا ومنهم من يعتقد ان الامن السوري ربما يلاحقه الى الاردن بقصد قتله. وسيطر الهلع والخوف على اطفال اللاجئين السوريين وما زال شبح عمليات القتل يرافقهم. وحسب دراسات ميدانية اجراها مركز البادية للدراسات والابحاث حول بيان الأثر النفسي للاجئين السوريين بعد نزوحهم للمفرق تبين ان أكثر من 91% من الاطفال اللاجئين اصيبوا بحالات نفسية واضطرابات صحية صعبة بعد توزيع 397 استبانة على عائلات سورية وصلت الى مدينة المفرق الاردنية الحدودية. وذكر مدير المركز محمد الفاعوري ان الدراسات كانت علمية وواقعية من خلال زيارات ميدانية أجريت لمساكن العائلات السورية اللاجئة اكدت وجود حالات نفسية جراء مشاهدات الأطفال لعمليات القتل والتعذيب لاسرهم وهدم منازلهم. وبعيدا عن مدينة المفرق وتحديدا في مدينة الرمثا الاردنية المتاخمة لدرعا السورية اقامت الحكومة الاردنية مجمعات سكنية ابرزها سكن البشابشة وسايبر ستي وفرت فيهما كل الخدمات الصحية والغذائية الا ان اللاجئين في السكن يعيشون معاناة كبيرة فالسلطات الاردنية تمنعهم من مغادرة السكن وتفرض عليهم اجراءات امنية مشددة وهو الامر الذي يعتبرونه حجزا لحريتهم. قصص كثيرة ومختلفة حدثت في «البشابشة» و «سايبر ستي» فقد نفذت اعتصامات ومحاولات انتحار احتجاجا على الاحتجاز داخل حدود السكن غير ان شيئا لم يتغير فيما تبرر السلطات اجراءاتها بانها تاتي في سياق امني لحصر اللاجين في امكنة محددة. ويوميا تعيش المناطق الحدودية الاردنية قصصا مختلفة مع اللجوء السوري وتوتر السلطات الامنية الاردنية فلا تكاد تمر ساعة دون سماع دوي اطلاق رصاص من الجيش السوري على مواطنين سوريين يحاولون اجتياز الحدود الى الاردن. وتشير التقارير الى ان جميع اللاجئين السوريين في الاردن يعيشون حالات نفسية صعبة للغاية بسبب حجم الرعب الذي شاهدوه وعمليات القتل وتناثر اشلاء القتلى واكثر الحالات النفسية سوءا هي بين الاطفال الذين يعانون بفعلها حالات التبول اللاارادي.