واصلت القوات السورية النظامية أمس قصفها ومحاولتها السيطرة على أحياء بمدينة حمص، كما قصفت حيا سكنيا بدرعا ما أسفر عن سقوط قتلى وجرح، وذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 68 شخصا وإصابة 49 آخرون برصاص الجيش السوري الجمعة. وفيما بدأ المجلس الوطني السوري أمس اجتماعا يستمر يومين في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون. قالت الاممالمتحدة إن مراقبي المنظمة الدولية الذين زاروا الجمعة موقع مذبحة قالت أنباء إنها وقعت في قرية سورية شاهدوا علامات على أن القوات الحكومية كانت موجودة هناك واثار المذبحة في بعض المنازل. واصدر مراقبو الاممالمتحدة بيانا بشأن زيارتهم لقرية مزرعة القبير السورية حيث يقول ناشطون معارضون ان ما لايقل عن 78 شخصا ذبحوا الاربعاء. وقال البيان ان «مزرعة القبير كانت خاوية من سكانها ومن ثم لم يستطع المراقبون التحدث مع أي شخص شاهد هجوم الاربعاء». واضاف ان اثار المركبات المدرعة كانت واضحة في محيط المكان كما ان بعض المنازل لحقت بها اضرار من صواريخ اطلقت من مركبات مدرعة وقنابل يدوية واسلحة متفاوتة العيار. ولا يملك أحد مركبات مدرعة واسلحة ثقيلة سوى الجيش السوري فقط. وقال البيان»كان الدم واضحا على الجدران والارضيات داخل بعض المنازل. «النار كانت مازالت مشتعلة خارج المنازل وكانت هناك رائحة قوية للحم محترق». واضاف ان «الملابسات المحيطة بهذا الهجوم مازالت غير واضحة. «لم تتأكد بعد اسماء وتفاصيل وعدد القتلى. المراقبون مازالوا يعملون للتأكد من الحقائق». واصلت القوات السورية النظامية قصفها مدينة حمص ومحاولتها السيطرة على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر. وتحدث المرصد عن سقوط ستة قتلى في هذه الاحياء منذ منتصف ليل الجمعة السبت. وتفقد القوات النظامية سيطرتها على عدد من المناطفي في محافطة حمص، لاسيما الاحياء القديمة وحي الخالدية في المدينة، اضافة الى الرستن وتلبيسة والقصير في الريف. وفي درعا جنوب البلاد، قتل 17 شخصا على الاقل بينهم تسع نساء وثلاثة اطفال في قصف شنه ليل الجمعة السبت الجيش السوري على حي سكني في المدينة، وفقا للمرصد. واندلعت اشتباكات بين الجيش والثوار بعد هذا القصف وقطعت الاتصالات الخليوية في المدينة. واحتجاجا على قصف درعا، نظم مئات اللاجئين السوريين في الاردن فجر السبت مسيرة في بلدة الرمثا الحدودية مع سوريا، حسبما افاد مصدر رسمي اردني. وقالت وكالة الانباء الاردنية ان «المسيرة التي ضمت مئات من الاشقاء السوريين جابت شوارع مدينة الرمثا» التي تبعد 95 كلم شمال عمان وتقع مقابل درعا، وتوجهت الى الجامع العمري. وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام شهد تظاهرات في مختلف المناطق، واشتباكات واعمال عنف أسفرت عن مقتل 68 شخصا. في الوقت نفسه أعلن دبلوماسيون في نيويورك ان لندن وباريس وواشنطن ستتحرك بسرعة لصياغة قرار ينص على فرض عقوبات على سوريا. على صعيد آخر، تجتمع الهيئات القيادية للمجلس الوطني السوري في أسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون. وكان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في اكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على ان تجمع في المجلس عددا كبيرا من التيارات واعيد انتخابه مرتين، واجه انتقادات حادة على خلفية اعادة انتخابه وعلى خلفية تعاظم دور جماعة الاخوان المسلمين في المجلس. كما أخذ عليه الناشطون وهيئات الحراك الاحتجاجاي في الداخل عدم التنسيق بين المجلس والمحتجين على الارض. وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن «توافق» لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس يوصف بأنه رجل «تصالحي» و»نزيه» و»مستقل»، ما لم تحدث مفاجأة. وستكون مهمة الرئيس المقبل اصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون انهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الارض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الاسرة الدولية.