أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث أن القطط طاهرة غير نجسة، وكان يسميها من الطوافين والطوافات في البيوت، وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة واعتبره طاهراً. ففي حديث كبشة بنت كعب بن مالك: أن أبا قتادة – والد زوجها - دخل عليها فسكبت له وضوءاً فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى إليها الإناء حتى شربت قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ قالت: قلت: نعم، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات». وعن علي بن الحسين، عن أنس بن مالك قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض بالمدينة يقال لها بطحان، فقال:» يا أنس اسكب لي وضوءاً « فسكبت له، فلما قضى حاجته أقبل إلى الإناء وقد أتى هر فولغ في الإناء، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقفة حتى شرب الهر ثم توضأ، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أمر الهر، فقال: «يا أنس إن الهر من متاع البيت لن يقذر شيئاً ولن ينجسه». من عادات القط المعروفة تنظيفه لنفسه ولا يوجد منطقة في جسمه إلا ويصله هذا التنظيف. وقد أثبتت الفحوصات المخبرية التي أعدتها الباحث محمد لجين الزين في أماكن مختلفة من جسم هذا الحيوان (الظهر، باطن الكف والقدم، محيط الفم، الذيل) حيث تم أخذ مسحات للدراسة وتم زراعتها على أوساط الزرع الخاصة بالجراثيم وقد تم أخذ عينات خاصة من الجدار الداخلي للفم وسطح اللسان وتوصلنا للنتائج التالي: كل النتائج المأخوذة من السطح الخارجي كانت سلبية، كما أن نسبة المزروعات التي أعطت نتيجة سلبية، ولم يظهر لدينا في الزراعة أي زمرة جرثومية معقدة. وعلى هذا فإن التحليل المخبري الموثق من عدة مصادر يثبت أن الهر ليس عليه جراثيم ولا ميكروبات وأن لعابها طاهر. وأن الهر جسده نظيف بالكامل، وأن الله تعالى زود هذا القط بغدد تحمي جلده من الجراثيم وبلسان فيه نتوءات يساعد على تنظيف الجسد ويصل إلى كل الأماكن تقريباً، وأن لعابه فيه نسبة جراثيم أقل من عند الإنسان وفيه مادة معقمة ومطهرة، وأنه عندما يشرب من وعاء يشرب منه الإنسان لا يسقط شيء من فمه فيه.