يمثل الربع الغالي (الخالي) موطنًا للحضارات القديمة والتي اندثر أغلبها وغطتها الرمال وجزء من الربع الخالي يتبع المنطقة الشرقية إداريًا والجزء الآخر يتبع منطقة نجران إداريًا، علمًا بأن طول صحراء الربع الخالي 1200 كم وعرضها 600 كم ومساحتها ما يقارب 720000 كلم2، ويطلق على الجزء الجنوبي الغربي من الربع الخالي صحراء الأحقاف والأحقاف جمع حقف، والحقف ما استطال من الرمال العظيمة، مكونة ما يشبه الجبال الرملية، لها قمم مستطيلة، ولها حواف تشكلها الرمال المتحركة، وتُكوّن الأحقاف الجزء الجنوبي الغربي، وتصب فيها الأودية القادمة من الجزء الشرقي لجبال السروات واليمن وهي أودية عظيمة، ولعل مساقط هذه الأودية بين الجبال الرملية (الأحقاف) هي مواطن قبيلة عاد، كما يقول أغلب المفسرين، حيث أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه هودًا عليه السلام قال تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ) ويعتبر الربع الخالي بجباله الرملية وصحرائه ذات الرمال الذهبية من أجمل المواقع، بل ويعتبر مجموعة من الكنوز ب(رماله وغازه وبتروله ومائه) كما يتخلل الربع الخالي مواقع لبقايا مدن وقرى ساحرة الجمال وفي الأعوام الأخيرة كثرت به محميات المها العربي والأبيات التالية وإن كانت تتعلق بالرصافة والجسر ببغداد إلا أن جمال مها الربع الخالي وجمال موطنها وجمال الرمال الذهبية كما شاهدها الكاتب فإن هذه الأبيات مناسبة للمها وإن كان علي بن الجهم عندما قالها في بداية العصر العباسي الأول فإنما يقصد مها (الآنسات الغواني) وقد خُتِمَتْ هذه الأبيات بحقيقة منذ الأزل أن الفتاة لا ترغب في الشخص إلا إذا اجتمعت فيه خلتان: الشباب والمال. عُيون المَهَا بَيْنَ الرَصَافَةِ والجِسْرِ جَلَبْنَ الهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي ولا أَدْرِي أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ ولَم أَكُنْ سَلَوتُ ولَكِن زِدْنَ جَمرًا عَلى جَمرِ وقلْنَ لنا: نَحن الأهِلَّةُ إِنَّما تُضيءُ لِمَنْ يَسري بِلَيلٍ ولا تَقري فَلا بَذْلَ إِلا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ ولا وَصلَ إلا بِالخَيالِ الّذي يَسري أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرّهِ وَأَلْهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ والصَدرِ صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ فإن حُلنَ أو أنكرنَ عَهدًا عَهِدنَهُ فَغَيرُ بَديعِ للغواني ولا نُكرِ ولكنَّه أَودى الشَبابُ وإنَّما تُصادُ المَها بينَ الشَبيبَةِ والوَفرِ