بات واضحًا للملأ في كل أصقاع الأرض ذلك التوجه الخطير الذي تقوده دول بعينها ضد السلم الأهلي والتعايش بين مختلف الأجناس والطوائف في الشرق الأوسط؛ وأكد ذلك الاصطفاف السياسي والدعم المطلق لحزب البعث الحاكم في سوريا، ذلك الحزب الإرهابي المتطرف بقيادة بشار الأسد وزمرته السياسية الكاذبة، وأبواقه الإعلامية المرجفة، سواء في سوريا ولبنان أو دول تشاطر ذلك الحزب نفس التوجه المذهبي المتطرف الذي يقوم على تصفية الطوائف والعرقيات التي لا تشاطر تلك الأحزاب العقيدة نفسها، والأفكار الشيطانية التي تتلبس بالقومية والنضال والممانعة، وهي في الحقيقة تقتل النساء والأطفال بأبشع الصور التي عرفها تاريخ البشرية كلها. ففي العراق يحكم حزب واحد، ويتفنن في كيل التهم جزافًا لمن خالفه المذهب والرأي، وتقف حكومة هذا الحزب التي تدعي أنها حيادية وتعددية إلى جانب القتلة في سوريا، وفي لبنان يمعن ما يسمى ب"حزب الله" في تأييد نظام بشار الأسد، ولا يتجرأ قادته في قول الحق الذي أزعجوا العالم بالدفاع عنه! تناقض عجيب أدخل المنطقة برمتها في ظلمة حالكة دفاعًا عن حاكم قاتل يمكن للشعب السوري الشقيق أن يستبدله بالعديد من رجال الفكر والسياسة الذين بإمكانهم الحفاظ على وحدة سوريا والأمة العربية والإسلامية بأسرها! والآن وبعد أن تبين لمجلس الأمن وأصحاب المهل ما يفعله نظام الأسد بحق الأبرياء في سوريا، وبعد أن تكشفت مجازر يندى لها جبين العالم، يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي أن تردع رموز الشر في منطقة الشرق الأوسط قبل أن تتحول المنطقة إلى برك من الدماء، وقبل أن يتورط العالم الغربي المتحضر في قضية شائكة تهدد مسار السلام الدولي الذي يزعم الغرب أنه يحميه؛ ويدافع عنه! [email protected]