تضع إسرائيل مخططًا لإعادة احتلال سيناء، وذلك عن طريق اختراق الحدود المصرية، يرتبط بذلك أن إسرائيل تحشد منذ أشهر 22 كتيبة قرب الحدود المصرية حتى تستغل الفرصة وتندفع إلى داخل سيناء وبالتحديد شمال سيناء لاحتلال شريط أمني بعمق 20 كيلومترًا يمتد من شرم الشيخ جنوبًا إلى العريش شمالاً، مع إعلان ضم العريش إلى غزة بدعوى تخفيف الكثافة السكانية هناك عن طريق تفريغ سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، وهو مخطط قديم جدد مرة أخرى وتؤيده الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل.. قام الجيش المصري بإرسال 4 كتائب مدرعة وصاعقة ومهندسين عسكريين وطائرات عامودية في العملية المعروفة باسم السهم للسيطرة على الموقف هناك.. وفي هذا المجال ينبغي أن لا نغفل تصريحات قادة من إسرائيل أولهم رئيس الوزارة بنيامين نتنياهو الذي قرر بأن الموقف يتطلب بالضرورة فرض سيطرة إسرائيل على سيناء مرة أخرى والاستفادة من موقعها الاستراتيجي بالنسبة لتل أبيب، ومن أبرز هؤلاء أيضًا وزير الخارجية افيجدور ليبرمان الذي قال: إن إسرائيل عليها استغلال الظروف الصعبة لمصر وإعادة احتلال سيناء وإلا اتهم قادة إسرائيل بالخيانة العظمى.. وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن قدرة الجيش الإسرائيلي في إمكانها فرض إرادتها على أرض سيناء بقوة السلاح ودحض هذا القول لأن صد هذا الهجوم الإسرائيلي تمكن من فرض استقلال سيناء رغم أنف تل أبيب وواشنطن اللتين لا تستطيعان مخالفة أحكام اتفاقية كامب ديفيد، التي تم بموجبها الصلح المصري الإسرائيلي وترتب عليه استقلال كل الأراضي المصرية من الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك سيناء. إن من العبث أن تحاول اليوم إسرائيل إعادة احتلال سيناء وجعلها تحت السيطرة الإسرائيلية مرة أخرى ذلك لأن هذا التوجه يتناقض مع الفكر الإنساني ويصطدم مع الحياة السياسية المعاصرة وكلاهما يحرمان بشدة التطاول الإسرائيلي على سيناء بعد أن ثبت بموجب كل الاتفاقيات الدولية أن سيناء هي أرض مصرية ولا يستطيع أحد في الأرض نزع هذه الهوية عنها مما يجعلنا نقول بإطمئنان أن محاولة إسرائيل بدعم وتاييد من أمريكا استعادة استعمار سيناء قضية مرفوضة بكل المقاييس والمثل والمبادئ، وأحكام القانون الدولي العام تحرم كل شكل من أشكال الاستعمار لأرض الغير.. هذا من الناحية التشريعية أما من الناحية العملية فإن الجيش المصري استطاع صد العدوان الإسرائيلي ومنعه من اتخاذ أي خطوات عملية على أرض الواقع في سيناء التي ظلت مصرية رغم أنف إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذه الحقيقة أكدها القادة الإسرائيليون بتقريرهم أن الجيش المصري أثبت أن له من القوة التي يستطيع توظيفها في القتال ضد أعدائه في الداخل والخارج. نحن نؤكد بأن إسرائيل لن تستطيع أن تفرض إرادتها مرة أخرى على سيناء التي ستظل مصرية بنسبة 100% بكل ما يترتب على ذلك من نتائج تجعل الأوضاع بعيدة عن النفوذ الإسرائيلي أو الخضوع له لأنه من المستحيل على تل أبيب أن تفرض إرادتها بإعادة احتلال سيناء فلا قدراتها أو إمكانياتها تمكنها من أن تجعل أرض سيناء أرضًا إسرائيلية مرة أخرى على الرغم من امتلاكها للسلاح النووي في ديمونة بصورة مكثفة حيث تمتلك 200 صاروخ برؤوس نووية، وفي نفس الوقت تطالب بمعاقبة إيران لامتلاكها السلاح النووي، مما يدعونا إلى المطالبة بإلغاء السلاح النووي الإسرائيلي لأن استمراره في يد إسرائيل يفرض سباقًا نوويًا في منطقة الشرق الأوسط حتى يتم التوازن النووي بها.. تل أبيب لا تستطيع إطلاقًا استخدام سلاحها النووي لتأثير إشعاعاته النووية عليها وبالتالي لن تستطيع توظيفه في تحقيق رغبتها في إعادة احتلال سيناء الدعوة التي ترفعها واشنطن والرامية إلى تطهير الشرق الأوسط من السلاح النووي يتطلب إلغاء السلاح النووي الإسرائيلي أولاً ويتتابع بعد ذلك الغاء كل نشاط نووي في منطقة الشرق الأوسط.. أما أن يستمر النووي في إسرائيل فإن ذلك يؤدي إلى سباق نووي مكثف في منطقة الشرق الأوسط.