يسرقون حين يغيب الرقيب المخلص.. يسرقون حين تختفي الضمائر الأمينة.. يسرقون حين تقفز المطامع الذاتية على مصلحة المجتمع فتسحقها.. يسرقون حين تمتلئ أفئدتهم حبًا لمستقبلهم، وكرهًا لمستقبل الأمة.. يسرقون حين تتراءى لهم الأموال العامة مشاعًا هم أولى به.. يسرقون حين يرون الفقر الذي يحيط بهم كلما سرقوا أكثر.. يسرقون حين تصطدم مصالحهم بمصالح الآخرين فيحكمون غرائز الغاب للاستحواذ على أكبر قدر ممكن. يسرقون حين لا تشبع بطونهم التي لم تمل ابتلاع كل شيء تستطيع التهامه كالنار في الهشيم. يسرقون حين يرون من يسرقون أكثر، فتهون في عيونهم الضيقة سرقاتهم ويقولون لقمة بسيطة.. يسرقون حين يتناسون كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به. يسرقون حين يغيّب الظلام ما تمتد إليه أيديهم السوداء فلا تراهم الأعين الراصدة.. يسرقون حين يسرقون وهم ينسلخون من ربقة الذمة والدين.. يسرقون حين يسرقون ويتناسون أن حفرة صغيرة سوف تضم شتات جمعهم ممحلين صفر اليدين.. فهم لايسرقون حين يسرقون إلا لأنهم سارقون.. إبراهيم عوض الشهري - جدة