رصد فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة حالة عنف جديدة تعاني منه طفلة في العاشرة من عمرها على يد أبيها وزوجة أبيها وجدتها لأبيها. وكشف المشرف على الجمعية سليمان الزايدي أن الفريق النسائي بالجمعية زار الطفلة في مدرستها على إثر شكوى تلقتها الجمعية من ام الطفلة تفيد بأن ابنتها معنفة وتعيش اوضاعا صحية ونفسية سيئة، مبينا أنه التقى بالطفلة وبمنسوبات المدرسة، كما اطلع على كامل الأوراق المتعلقة بالطفلة. وقد تبين من خلال أوراق القضية أن المدرسة قامت بإجراء اثبات الحالة من خلال إحالتها للمرشدة الطلابية التي بحثت الحالة وأعدت تقريرا يفيد بسوء وضع الطالبة النفسي وعدم الاهتمام بها أو بنظافتها، كما اشتمل الملف على محضر إثبات حالة على الاب الذي قام في وقت سابق بالتعدي على المديرة والمعلمات في المدرسة. وتبين كذلك حضور الام في أوقات الدوام الرسمي لكي ترى ابنتها وفي خلال الحصص المدرسية لكي لا تشاهدها اختها من أبيها وتخبر والدها وجدتها بذلك. وأضاف الزايدي بأنه بعد جلوس الاخصائية انه مع الطالبة، إذ بدأت الأخيرة بالبكاء حيث كان من الواضح عليها سوء وضعها النفسي ولوحظ عليها تقشر في الكفين وضعفًا عامًا في صحتها وحالة من الاكتئاب، وخلال الحديث معها أشارت أنها تريد العيش مع والدتها وخالتها اللاتي يحبانها كثيرًا، وأنها لا ترى والدها كثيرًا لارتباطه العملي وانه كان يجعلها تغسل سيارته مع الخادمة، وكان يضربها في بداية انتقال الحضانة كثيرًا عندما تطلب رؤية والدتها، مشيرة إلى انها تجلس لوحدها كثيرًا كونها تعيش مع جدتها لوالدها التي لا تقل تعذيبًا وتعنيفًا لها من والدها، حيث إن والدها متزوجًا ولديه أطفال من زوجته التي لا ترغب في إقامة الطفلة معهم. وقال الزايدي ان الجمعية بناء على ما رصدته من ملاحظات وبناء على التقارير الطبية رفعت طلبا إلى رئيس محكمة مكةالمكرمة بضرورة البت في قضية الطفلة وإعادتها إلى إمها في أقرب فرصة. الحماية ترصد العنف كما زارت لجنة الحماية الاجتماعية الطفلة واعدت تقريرا حصلت «المدينة» على نسخة منه يفيد بتعرض الطفلة لعنف نفسي، وقد تبين من خلال الكشف النفسي أن الطفلة تعاني من اكتئاب نفسي وتشتكي من معاملة زوجة ابيها كما لوحظ عليها انخفاضا حادًا في المزاج مع فقدان الثقة بالنفس وصعوبة في النوم وفقدان الشهية للأكل. وأوصت اللجنة بأن تلقى الطفلة عناية أسرية وان يسمح لها برؤية والدتها حفاظًا على استقرار الطفلة وسلامة صحتها النفسية ولا سيما انها في سن تحتاج فيه إلى رعاية والدتها وحنانها. سوء الوضع النفسي وأصدر مستشفى الملك عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة تقريرًا يشير إلى انحدار الوضعي النفسي للطالبة، وأوصى بضرورة متابعة حالتها النفسية في مستشفى ثان لأنه من غير الممكن علاجها بالمستشفى، وذلك لأن حالتها الصحية تشير إلى عجزها عن العمل بصورة قطعية او جزئية كما انها تعاني من اكتئاب نفسي. فيما صدر تقرير آخر من مستشفى خاص بإصابة الطفلة باكتئاب وبتعرضها للتعنيف. دعوى قضائية وأشارت الناشطة الاجتماعية أمونة توكل التي وكلتها والدة الطفلة وخالتها انهما قد أقاما دعوى قضائية لتمكين والدتها من رؤيتها، وذلك عندما منع الزوج الطفلة من مقابلة والدتها حتى أنه أرسل خطاب تهديد إلى مدرستها بعدم تمكين الام من رؤية ابنتها في حال حضورها إلى المدرسة. وتابعت توكل انها سعت في المحكمة بشتى السبل والوسائل إلى انهاء قضية الطفلة التي لا تريد العيش مع والدها الذي يعذبها ويعنفها غير أن ناظر القضية وهيئة الصلح لم يفلحا في إنهاء معاناة الطفلة والتي قد لا يسعفها القدر في البقاء في ظل ظروف مأساوية للغاية. اساءة الأم وطفلتها وسردت أم الطفلة (للمدينة) قصتها قائلة انجبت ابنتي في أقل من 9 أشهر بسبب الضغوط النفسية التي كنت أعاني منها بسبب زوجي السابق، وعاشت ابنتي معي سبع سنوات وعندما انهت ابنتي عامها السابع وذهبت لزيارة والدها كالمعتاد فقام باحتجازها ومنعها من رؤيتي، وتضيف: «ولكم أن تتخيلوا حجم الصدمات التي مرت بها ابنتي في هذه النقلة الموحشة التي لا ذنب لها بها، سوى أن والدها كان يريد تصفية حسابات بيننا، فحاولت الرجاء والتوسل إليه أن يعيد ابنتي فرفض، وبعد كل المحاولات رفعت الامر إلى القضاء الذي حكم لي بالزيارة كل أسبوعين لمدة يومين فقط، ومنها بدأ بصب شتى انواع الاهانة لي ولابنتي التي اصبحت الآن هزيلة تعاني من الوحدة والاكتئاب، حيث دمر نفسيتها الداخلية عن طريق تسليمها وتسلمها لي في أوقات الزيارة عن طريق مركز الشرطة ووسط العسكر وأصحاب القضايا حتى باتت خائفة مذعورة منه، بالإضافة لتهديدها بالحرمان من المدرسة في حالة عدم سماع كلامه وتنفيذ أوامره حتى إنه قام بتحويلها من مدرسة تحفيظ قرآن إلى مدرسة تعليم عام على الرغم من تعلقها بالقرآن وحفظه وامتيازها بذلك. وأضافت: قام بتشغيلها بأعباء منزلية فوق طاقتها لتحطيم نفسيتها ونعتها بالجنون وتكرار قولها لها بأنهم سوف يعذبونها كما قاموا بتعذيبي، ومنعها من الاهتمام بنظافتها وذلك بمنعها من الاستحمام إلا مرة واحدة في الاسبوع. معلم يتولى المرافعة وتابعت توكل ان والد الطفلة قد قام بتوكيل احد المدرسين بالمرافعة عنه في القضايا الخاصة بحضانة الطفلة، مستغربة قيامه بذلك مع أن النظام لا يجيز للمنتسبين للتعليم او لأي من الوظائف الحكومية بالتوكيل من قبل أحد أو المرافعة عنه في المحاكم القضائية. استغلال المهنة التربوية من جهته أكد المستشار القانوني سلطان الحارثي ان النظام لا يجيز للمعلم ممارسة ذلك، مستغربًا سكوت وزارة التربية والتعليم عن شخص كهذا استغل مهنة تربوية في المرافعة عن قضية لا إنسانية كالسعي لحرمان طفلة من والدتها. واختم الحارثي تصريحه بقوله انه سيتم الكتابة إلى وزارة التربية والتعليم لكف يد هذا المعلم عن التدخل في هذه القضية لأن ذلك من غير اختصاصه.