تمكنت طفلة في التاسعة من عمرها من الفرار من جحيم والدها الذي ظل يعذبها لعام ونصف العام، لا لشيء سوى أنه يكره "البنات"، دون أن يراعي أثر ذلك على نفسية ابنته، خاصة أنها تعيش بعيداً عن أمها التي طلقت منذ سنوات. وفي كل مرة تعرضت فيها رنا للضرب، كانت تسمع والدها وهو يصيح بأنه لا يريد "بنات" في بيته، الأمر الذي جعلها تترقب الفرصة للهرب، والعودة إلى منزل والدتها المطلقة. وكانت والدة " رنا"، تمكنت من الاحتفاظ بها لسبع سنوات قبل أن يصدر صك شرعي انتقلت بموجبه حضانتها إلى والدها الذي منع الأم من زيارتها لأكثر من عام ونصف العام. وتحكي "رنا" كيف كان والدها يضربها بالأسلاك الكهربائية، ويهددها دوماً بتحويلها إلى "فتى"؛ لأنه لا يريد أن يكون لديه بنات، وطوال عام ونصف العام استطاعت أن تتحمل تعذيب والدها حتى أقدم على منعها من الذهاب إلى المدرسة . وتقول: "قص شعري.. وضربني .. قال ما في مدرسة بعد اليوم"، مشيرة إلى أنها تمكنت من الهرب من بيت والدها، وذلك عندما انهمك إخوتها الثلاثة من أبيها بمشاهدة التلفاز، فغافلتهم مسرعة للشارع بحثاً عمن تلجأ إليه وينقذها من جحيم والدها. أما والدة "رنا" التي تقيم مع عائلتها في منزل مجاور لطليقها في مدينة الطائف، فلم تكن تعلم بما يجري لطفلتها بعد أن حرمت من رؤيتها، ولكن اتصال "رنا" على هاتفها الجوال من رقم غريب كشف تفاصيل ما كانت تعانيه ابنتها لأكثر من عام ونصف العام، بعد أن أقنعت سيدة رأتها في الشارع بالسماح لها بالاتصال بوالدتها. وقالت "كان يضرب ابنتي ويحرمها من الدراسة (...)، طعامها كانت تتناوله مع الخادمة، حتى النوم كانت تنام في المطبخ بجوار الخادمة، يهددها دائماً بالضرب، ولا يتوانى عن إخبارها دوماً أنه لا يريد بنات". خوفها دفعها إلى المسارعة في أخذ ابنتها للمستشفى لإثبات ما تعرضت له، مشيرة إلى أن والد "رنا" أبلغ الشرطة باختفائها، بينما أكد الأطباء في المستشفى أن هناك 'ثار عنف وضرب على جسد الطفلة.