هذه العبارة يقولها بعض الناس عادة في الحث على بذل كل وسيلة للوصول إلى تحقيق الغاية والهدف حتى ولو كانت دنيئة، وكما هو معلوم أن الغاية لا تبرر الوسيلة. فهذه العبارة لا يجوز للمسلم أن يقولها أو أن يعمل بها أو أن يحث أحدًا للعمل بها وذلك لأمور: 1-أن مضمون هذه العبارة دعوة للنفاق والدناءة وإذلال النفس للآخرين، وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن إذلال المسلم لنفسه لغير الله، قال عليه الصلاة والسلام (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة. 2-أن هذه الحاجة قد تكون عند كافر أو منافق فكيف يقول لهما (يا سيدي) وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول للمنافق: يا سيدنا، قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم) صحيح: رواه الإمام أحمد والنسائي، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع. 3- أن الأخذ بهذه العبارة يجعل المسلم يتعامل مع الناس بوجهين فيأتي الناس بوجه ويصدر عنهم بوجه آخر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون المسلم كذلك، قال عليه الصلاة والسلام (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار) رواه أبو داود، وصححه الشيخ الألباني. 4- وإن كانت هذه الحاجة عند مسلم فكيف يصف المسلم أخاه المسلم بأنه كلب، والله قد قال(ولقد كرمنا بني آدم). 5-أن القول بهذه العبارة ينافي توجيهه عليه الصلاة والسلام بضرورة السعي الجميل في طلب الرزق فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ) رواه ابن ماجه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه في العاجل والآجل.