نظرت إلى يديه قبل أن يعد السندويتشات المطلوبة فسارع بوضوع القفاز البلاستيكي المتسخ على طريقة وضع بعضنا للحزام عند نقطة التفتيش فقط! والحق أن كل شيء في المطعم كان يوحي بالنظافة باستثناء يديه. كان قد فرغ لتوه من إخراج المخللات للزبون الذي سبقني قبل أن يمسك بيد السكين المتهالك ليقطع الطماطم فيما انفجرت إحداها غيظا في وجهه وعلى ملابسه. حين أدرت ظهري له واستدرت صوب المحاسب الذي يجلس أمامه، كان هو قد خلع القفاز حيث كان الزبون التالي "معرفة"! والحق أنه لا البلدية تستطيع أن تعالج سلوك هؤلاء العمال ولا التجارة ولا الشرطة، فمسألة النظافة تبقي موكولة للضمير.. ضمير صاحب المحل الذي يختار عماله، وضمير العمال الذين يتجاهلون التعليمات ويعتبرونه عبئا ثقيلا. إنه بالتأكيد لا يضمر شرًا أو حقدًا للزبائن، كما أنه لا يدرك خطورة الميكروبات بنوعيتها المختلفة عى صحة البشر.. مع ذلك تظل "مصيبته" أهون من ممرضات وممرضين لا يرتدون القفازات وهم يتعاملون مع مرضاهم في مستشفيات عريقة! قندييييييييل