عندما أتحدث إلى الشباب أجدهم يبحثون عن السِرّ وراء مسيرتي الناجحة، ولكن ليس هناك أيّ سِرّ! أيها الشباب: الذكاء عامل مساعد على النجاح، والمعرفة أيضًا عامل مساعد؛ ولكن الخَيَال والابتكار أكثر أهمية من المعرفة كما قال (أينشتاين)؛ فالمهم ما نصنعه بالمعرفة! أيها الشباب: الطموحُ هو أن يكون لديكم الدافع والمثابرة والعَزم والمرونة والحَظ؛ ولكن ما هو الحظ؟! إنه العمل الجاد للوصول إلى وضع يمتلك فيه الإنسان الخيارات، وعندما يتسنى له ذلك، فإنه يستخدم ذكاءه في اتخاذ الخيار الصحيح. أيها الشباب ستمرون بمراحل مختلفة في حياتكم: أولها مرحلة الوظيفة؛ حيث الهدف هو كسب لقمة العيش، ثم هناك مرحلة المهنة؛ حيث الهدف هو التقدم والإنجاز، وأخيرًا مرحلة الرغبة المجردة في الإنجاز. هذا هو المزيج المثالي للشخصية الناجحة (النشاط والالتزام القوي الذي يدفع للعمل ويجعله جزءًا لا يتجزأ من الحياة)، وآمل منكم جميعًا أيًا كانت وظائفكم أن تلتزموا بالرغبة في الإنجاز وتحقيق الأهداف الكبرى. لقد قال كينيدي: «إن المرء قد يموت، وقد ترتفع الأمم وتسقط، ولكن الفكرة تعيش وتستمر». فلديكم أيها الشباب الفرصة لإحداث الفرق بأفكاركم، وفي عام 2062م عندما تعودون لجامعتكم للاحتفال باليوبيل الذهبي لتخرجكم، آمل أن تكون أفكاركم مستمرة وتصنع الفرق. تلك التوجيهات أو الهَمسات بعث بها وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي مباشرة قبل أيام لأكثر من عشرة آلاف خريج في حفل (جامعة لاهاي الأمريكية)؛ التي استضافته باعتباره أحد خريجيها قبل خمسين سنة، يقول النعيمي: رحلتي بدأت من صبي بدوي، إلى خريج في لاهَاي، ثم إلى رئيس تنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم، وأخيرًا إلى وزير للبترول والثروة المعدنية في السعودية! أعجبتني تلك الكلمات؛ فأحببت نقلها لِشَبابنا الذي يحتفل بتخرجه هذه الأيام؛ لعلها تزرع في نفوسهم الطموح للوصول إلى قِمَم النجاح. وأيضًا (جامعة لاهاي العالمية) وهي تقدم لخريجيها في حفل تخرجهم القدوة الناجحة، لعلهم يُفيدون من تجربتها في رسم خطوات مستقبلهم؛ تبعث برسالة لجامعاتنا التي حفلات التخرج فيها روتينية مكررة (مسيرة وعبارات من الثناء والتقديس للمسؤول)؛ فلماذا هم غِيْر في احتفالاتهم؟! تويتر: @aaljamili [email protected]