إليكم متقطفات حية من مشهد لبرنامج للفتاوى على الهواء.. تلقي السؤال أيها المشاهد الكريم، ثم تأتيك الفتوى جاهزة للتطبيق وبالطريقة التي تريد! الذكاء هو أن تصيغ السؤال بطريقة ذكية حتى لا يكون أمام المفتي خياراً إلا أن يفتي كما تشاء أنت أيها السائل الكريم والمستفتي البعيد، حتى لو كنت في أدغال أفريقيا أو في ناصية الجادة الخامسة في نيويورك الصاخبة. * يا شيخ ابني يرضي زوجته ولا يأبه بي، فهو لي عاق، وأنا عليه غاضب! فما العمل؟ * ابنك هذا مستحق لغضب الله! قاطعه ولا تعطه وجها أو تحل عليه رضاك إلا إذا طلق زوجته هذه، فهي وراء عقوقه. * يا شيخ: بدأت أشك في أن شريكي في التجارة يحاول (اللعب) عليَّ مستغلاً ثقتي فيه، فما العمل؟ * أنهِ الشراكة فوراً دون تردد! وارفع إلى القضاء أمره حتى يتم تصفية الشركة ولا يضيع شيئاً من حقك. هذه عينة افتراضية من فتاوى (على الهواء) التي هي على غرار الذي أمر مستفتيا بتطليق زوجته (على الهواء) لمجرد أنها ستسافر في مهمة عمل بحكم وظيفتها دون إذنه الكريم... حسب روايته المثيرة التي ربما خفيت منها فصول كثيرة لم يذكرها لصاحب الفضيلة (على الهواء). عجبا لآمر بأبغض الحلال دون تثبت أولاً، ودون محاولة لتليين القلوب واستثارة العواطف وتطييب الخواطر. أسهل الفتوى أغلظها وأشدها. وكان مما يُعرف عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله أنه لا يفتي في قضايا الأسرة، وإنما ينصح بالتوجه إلى المحكمة لمعرفة الحكم الشرعي، إذ تُسمع هناك وجهات نظر الطرفين، فلربما اشتكى من فُقئت له عين واحدة، وهو قد فقأ عيني خصمه الاثنتين. والنبي الكريم داود عليه السلام قال لصاحب النعجة الواحدة: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) ويبدو أنه تعّجل، إذ قال عنه ربه: (وظن داود أنما فتناه، فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب). لكن صاحبنا لم يستغفر، بل هو مُصر على صحة رأيه وصواب فتاوه. استسهال فتاوى الطلاق كارثة بكل المقاييس. [email protected] [email protected]