اعتنق جورج غرين - أحد مشاهير غناء الراب في الولاياتالمتحدة - الدين الإسلامي قبل أيام بعد أن أمضى سنوات طويلة في الغناء مع فرق عالمية، وأشهر إسلامه بعد تأثره بسلوك المسلمين خلال زياراته الخارجية. وزار جورج غرين - الذي يحب أن ينادى ب "إبراهيم الخليل" المملكة الأسبوع الماضي لأداء مناسك العمرة برفقة رئيس الجمعية الدعوية الكندية الداعية شازاد محمد، الذي أعدَّ له برنامجًا متكاملًا من الزيارات واللقاءات، شملت مكةالمكرمة والمدينة المنورة ولقاء مع إمام الحرم المدني الشيخ صلاح البدير. "الرسالة" انفردت في لقاء هو الأول مع صحيفة عربية مع مستر جورج أو السيد إبراهيم بعد دخوله للإسلام للحديث عن رحلة انتقاله إلى الإسلام، وهو في قمة الشهرة والنجومية، ودوافعه لاعتناق الإسلام، والرؤيا التي أفزعته من منامه وألحقته بدين الرحمة والحق، وما الذي تغير من سلوكياته، وشعوره عند رؤية الكعبة المشرفة، وتساؤلات أخرى.. فالي الحوار. بداية ما الاسم الذي يطلق عليك بعد إسلامك؟ ما زال اسمي جورج دافيد جرين، وهو الاسم الرسمي لي لكني أحب أن أتسمى باسم «إبراهيم خليل». رحلة الحق وكيف كانت رحلة اعتناقك للإسلام؟ بحكم أنني كنت أعمل في مجال الموسيقى الغناء، كنت أزور كثيرا من بلدان العالم العربي، حيث زرت دبي وأبو ظبي والعراق والكويت وعددا من البلدان الإسلامية، ووجدت عندهم مزايا وصفات لم أرها من قبل كإكرام الضيف. وفي تلك الزيارات المتكررة كنت أسمع الأذان في بعض الأحيان وأشاهد بعض المصلين، وهذا جعلني أتساءل عن الإسلام من بعض المسلمين في هذه الدول، لكن كنت استفسر عنه سرا بدون أن أشعر فريق الأغنية وزملائي في الفن خوفا مما سيظن بي، والسبب في ذلك أن المجتمع الغربي عندهم تصورات سيئة عن الإسلام والعرب خاصة ما ينشر عنهم في وسائل الإعلام. وكيف كانت حياتك قبل الإسلام وبعده؟ كانت حياتي ممتلئة بكل أنواع المتع والملذات الدنيوية من أموال كثيرة، وشهرة عالمية، ولكن لم أجد السعادة والطمأنينة - ولم أشعر بها إلا بعد دخولي الدين الإسلامي، وتفكيري الآن منصب في كيفية اختيار شريكة حياتي واستخدام شهرتي لخدمة الإسلام والإنسانية جمعاء. وما موقف والديكم والمجتمع من إسلامكم؟ هناك رحب باختياري، كما استغرب عدد من أفراد المجتمع اعتناقي للإسلام، وعموما أتوقع أنهم قد لاحظوا تحسن خلقي بعد دخولي في الإسلام، وأرجو أن يكون لذلك أثر حسن لديهم بإذن الله. أما فيما يخص شأن الوالدة، فكنت قد انقطعت عن مكالمتها منذ 10 سنوات، وبعد إسلامي علمت أهمية بر الوالدين، ومكانة الوالدة وعظيم منزلتها في الإسلام، وأحاول حاليا أن أبرها بعد أن مرت 10 سنوات من ابتعادي عنها. هل كنتم مترددون في دخولكم للإسلام أم دخلتم فور قناعتكم بتعاليمه؟ استغرقت قرابة 5 سنوات في البحث والتردد، وكنت أخاف على ما سيظن زملائي في الفن لو أسلمت، وكيف يكون الأثر علي حينذاك، إلى ان هداني الله لهذا الدين الذي نظم حياتي. رؤية حق وما خيوط وتفاصيل اللحظات الأولى لدخولك في الإسلام؟ وكيف كانت تسير؟ كنت أبحث عن الحق، وأتعلم وأقرأ وأتابع عن الإسلام كما قلت ما يقارب (5) سنوات قبل أن أسلم: فرأيت رؤية في منامي، أثرت في نفسي وفي سلوك وتصرفاتي، فلما استيقظت حينها شعرت أنه لا بد لي من أن أسلم، فكنت وقتها في رحلة سفر إلى كندا مع فريق الغناء والموسيقى، وكنت في تلك اللحظات أحمل تذكرة انتظار في مطار ماريلاند في الولاياتالمتحدة لخمس ساعات، فتذكرت في هذه المدة التي آخذ فيها قسطا من الراحة لحين المغادرة، وكان لي زميل مسلم، فاتصلت به، وقلت له خذني إلى أقرب مسجد أريد أن أسلم، ففرح فرحا شديدا، وذهب بي إلى أحد المساجد القريبة من المطار فأسلمت بفضل الله. موقف صعب وما أصعب المواقف التي واجهتك بعد إسلامك؟ أصعب المواقف كانت عندي هي اختلاف المسلمين، وتشدد أسلوب بعضهم، حيث أنكر من هؤلاء علي في بعض مسائل الوضوء وغير ذلك الذي قد يصعب على المسلم الجديد، بالإضافة إلى قضايا ثانوية وفرعية يمارسها هؤلاء المتشددون قد تنفر من يقبل على الإسلام، وقد يرتد بسببها من أسلم منهم، مما يتطلب الحكمة والأسلوب اللين في التعامل مع المسلمين الجدد، ونشر دين الله في أرجاء المعمورة. دعوة جديدة عملكم قبل الإسلام كان أمرا متناقضا لما تعيشونه اليوم من روحانية بعيدا عن الصخب والفوضى.. فهل اطلعت القارئ على هذا العمل الجديد؟ كنت أعمل مديرا لأكبر إدارة للمغنيين في العالم، وخاصة غناء الراب، ومنهم: Jay Z، Kanye West،AKON، 50 Centy، Snoop، وكنت ممثلا في بعض الأفلام، كما كنت مساعد مخرج لبعض الأفلام الأخرى في هوليوود، وبعد إسلامي توقفت كثيرا من هذه الأعمال، والسبب في ذلك أن هذه البيئة قد لا تساعد المسلم الجديد في ثباته على دينه، لكن ما زالت علاقتي معهم قوية وما زالت بعض العقود عندي في مجال الفن الذي هو أنظف نوعا من السابق الذي كنت أمارسه لأنه لا يحتوي على كلام فحش أو قلة في الأدب، وأصبحت بفضل الله عضوا في الجمعية الدعوية الكندية في قسم دعوة كبار الشخصيات، وبدأت أدعو بعض زملائنا من المشاهير إلى الإسلام، أرجو من الله أن أوفق في ذلك لكسب الأجر والثواب. نظرة خاطئة وما أبرز نشاطاتكم وأعمالكم الدعوية القادمة؟ أصبحت بفضل الله تعالى عضوا في الجمعية الكندية الدعوية لدعوة كبار الشخصيات، وهو ما أقوم به حاليا من دعوة مشاهير الغناء والفن في العالم من زملائي، كما بدأت في ممارسة بعض المشروعات التجارية، سائلا الله العلي القدير أن يهيئ لي المساهمة في نشر هذا الدين المبارك، وكسب أجر من يسلم منهم على يدي. * وماذا عن نظرة المجتمع الأمريكي للإسلام والمسلمين في الوقت الراهن؟ كما تعلمون أن كثيرا من الأمريكان لا يعرفون حقيقة جمال الإسلام، وأنه دين السماحة والرحمة، وللأسف يربط الإعلام بين الإسلام والإرهاب والتطرف والتشدد، لكن مع كل ذلك ما زال كثيرا من الناس ترغب في التعرف على الدين الإسلامي، وقد تجد عندهم أسئلة كثيرة عنه، وقد أسلم ولله الحمد الكثير من كبار الشخصيات والمشاهير الذين لهم دور في المجتمع الغرب، فكان لذلك تأثير حسن في الآخرين. لحظات لا تنسى بعد دخولكم أرض الحرمين الشريفين، كيف كانت لحظات رؤيتكم للكعبة المشرفة؟ لم أتمالك نفسي وأنا أرى الكعبة المشرفة وأتجول في أطهر البقاع مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث بدأت أبكي بكاء عظيما من شدة الفرح، وشعوري لا أستطيع تعبيره عنه بكلمات معدودات، وما زلت أشكر ربي سبحانه على أنى وصلت إلى بيته الحرم وطفت بالكعبة المشرفة، وتشرفت بالسلام على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم. *وما أبرز الأماكن التي قمتم بزيارتها في المملكة؟ زرت المسجد النبوي والمتحف الخاص الذي يحتوي على المخطوطات القديمة والرسائل التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم إلى رؤوس الدول والملوك يدعوهم إلى الإسلام، كما زرت مسجد قباء والقبلتين، وشهداء احد. وفي مكة زرت متحف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، كما قمت بزيارة عدد من المواقع التاريخية. شخصيات مؤثرة ومن هي الشخصيات الدعوية في المملكة التي استفدتم منها في مسيرة الدعوة بعد زيارتكم الأخيرة؟ هناك بلا شك شخصيات كبيرة في المملكة وخارجها، أثرت في كثيرا وساهمت في تأصيل هذا الدين في نفسي، ومن هؤلاء رئيس الجمعية الدعوية الكندية أبو هريرة شازاد محمد الذي هو مستشاري الروحاني، والمستشار الروحاني لكثير من مشاهير الغرب الذي كنت برفقته لهذه الزيارة، كما أني استفدت من تشجيع صاحب السمو الملكي خالد بن الوليد بن طلال، كما أثرت في نصيحة خطيب وإمام الحرم النبوي فضيلة الشيخ صلاح البدير الذي رحب بإسلامي ودلني على أسباب الثبات، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله عمر نصيف ومعالي الدكتور زيد آل حسين نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة، كما تشجعت كثيرا من لقاء ونصيحة رئيس المحكمة الجزئية بالرياض الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم آل الشيخ. واستفدت من كل من: الشيخ عبدالرحمن عماد حافظ المحكم الدولي للمسابقات القرآنية، والدكتور عبدالله علي الزهراني - أستاذ المعهد العالي للأمر المعروف في مكة، والشيخ محمد عبدالله البشر قاضي المحكمة العامة بالمدينة، والشيخ عبد الله عبد العزيز الراجحي، والقاضي فهد محمد الشبيب، ومعالي الشيخ محمد الخزيم، والشيخ محمد القويفلي، والدكتور عماد زهير حافظ، والدكتور زيد آلحسين- هيئة حقوق الإنسان، والدكتور لورنس برون الأمريكي - المدير الطبي للمستشفى المغربي، والشيخ الدكتور سلمان العودة. ما الذي وجدتموه هنا خلال زيارتكم للمملكة، وكان مختلفا عما هو سائد في بلدكم؟ بحكم عملي وخبرتي في الإعلام تعجبت كثيرا من الجهود الجبارة التي تقوم بها المملكة ضد الإرهاب والتطرف الذي تعرفت عليه من خلال لقائي بالدكتور عبدالرحمن الهدلق - رئيس المركز الأمن الفكري في الداخلية، وتعجبت من كون الإعلام الغربي لا ينشر هذه المعلومات التي تثبت جهود المسلمين، وجهود المملكة في ذلك، فيما الغالب ينشر صورة خلاف الواقع الذي شاهدته في هذا المضمار. مشروعات قادمة وهل تعتزم دعوة زملائك في مجال الفن وتبلغ نجوم الراب تعاليم الإسلام من باب الدعوة إلى الله؟ نعم.. وبدأت فعلا في ذلك، حيث أنا الآن عضو الجمعية الدعوية الكندية وسفير لعلاقات المشاهير بالجمعية، وسوف أعمل كل ما في وسعي مستغلا شهرتي في صالح هذا الدين المبارك. أخيرا.. وما رؤيتكم لمستقبل الإسلام في الغرب في ظل المعطيات الراهنة؟ الإسلام قادم لا ريب فيه، وهدفي أن أقدم خدمة للإسلام والإنسانية وسأقوم بافتتاح بعض المشروعات التجارية التي يكون فيها كسب حلال يعنيني عن مكاسب الحرام التي كنت أتقاضاها من قبل.