أكد الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أن جميع الدراسات التي قامت بها بيوت الخبرة المتخصصة كشفت عن جدوى الفرص الاستثمارية في المنطقة الأمر الذي جعل من هذا المنتدى فرصة للإعلان عنها وللترحيب بالمستثمرين وتقديم كل أسباب العون والمساعدة من أجل تحقيق هذا الهدف الطموح مشيرا الى أن التركيز كان ينصب على دراسة الفرص الاستثمارية الأمثل وربطها بمعطيات الواقع من موارد طبيعية ومناخية وخدمات تحتية وجوانب تسويقية يأمل منها نتائج طيبة للمنطقة والمستثمر وابرز الأمير خلال كلمته بمناسبة افتتاحه صباح أمس فعاليات منتدى الباحة الاستثماري الذي تنظمه إمارة المنطقة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالباحة المكانة الكبيرة للاقتصاد السعودي وما يلقاه من الدعم والرعاية من الدولة وما يحظى به من تسهيلات قل لها نظير بالعالم لأجل تكامل حلقات النمو الحضاري بعدما بسطت الدولة كافة خدماتها الأساسية ومهدت الطريق أمام القطاع الخاص للقيام بدوره على وجه متوازن ومتنام مع البنية التحتية المتحققة والجاري تنفيذها والذي بمشاركته القطاع الخاص نضمن استقرار العنصر البشري وتوفر فرص العمل والتي ستنعكس أخيرًا على ازدهار الاستثمار بالمنطقة خاصةً أن الباحة إنسانًا ومكانًا جديرة بكل مؤشرات النجاح في ظل مواردها الطبيعية وتباين مناخها وجغرافيتها وتنوع موروثها الثقافي والبيئي وتفاعل ابنائها، وفوق هذا شمولية تنميتها التي لامست كل جزء وحققت تلك المنجزات ارقاما قياسية بفضل الله ثم الإنفاق الكبير والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة وحرص سيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامين حفظهما الله بمنح المناطق الاقل نموا بالمملكة عددا من الامتيازات والتسهيلات الاستثمارية بمنح قروض تصل الى 75% من خلال صندوق التنمية الصناعي وهذه الخصائص تؤهلها بأن تكون حاضنة لكثير من الصناعات الاستثمارية في مختلف المجالات منوها بموقع الباحة الجغرافي الذي هو حلقة وصل بين منطقة مكةالمكرمة بما تحويه من كثافة سكانية عالية وتجارة واسعة وجنوب المملكة بمناطقها الثلاث عسير ونجران وجيزان مما يجعل مواقع المصانع تحضى بأهميه كبيرة في مجال التوزيع شمالا وجنوبا ولا ننسى الطريق الجاري تنفيذه والذي يربط منطقة الرياض بمنطقة الباحة مختصرا المدة الزمنية بما لاتزيد عن ست ساعات وايضا قرب الباحة من الموانئ البحرية على شاطىء البحر الاحمر والتي تتيح لها التصدير للخارج. وقال: «إنني لعلى ثقة باذن الله بان هذا المنتدى سيكون باعثًا للأمل بعزيمة رجال الأعمال المخلصين للإسهام من خلال الفرص المتاحة في مسيرة العطاء والازدهار التي يشهدها الوطن والتي اكتست الباحة كواحدة من مناطق بلادنا بكل مقومات الحياة المتطورة وتميزت بهويتها السياحية على خارطة الوطن العزيز»..وقدم الامير خلال كلمته اقتراحًا لرجال الأعمال والمستثمرين تمثل في إنشاء شركة قابضة للباحة يساهم فيها رجال الأعمال من داخل الباحة وخارجها ولهم حرية اختيار رئيس الإدارة وأعضائها، مؤكدًا إن إمارة المنطقة ستدعم تلك الشركة وتذلل كافة الصاعب التي قد تعترض تأسيسها . وفي ختام كلمته قدم شكره وامتنانه للضيوف لمشاركتهم هذه المناسبة وما تقدم به المشاركون من ورقات عمل في محاور جلسات المنتدى العلمية مع تأكيد سموه لرجال الأعمال وسيدات الأعمال بأن استثمارهم بالمنطقة سيكون محل تقدير ورعاية وتشجيع سموه وسيعمل مع كل مسؤول بالمنطقة من أجل تذليل كل الصعاب والعقبات لبلوغ التطلع المنشود الذي يكفل الارتقاء بالمنطقة ونموها الاقتصادي ويحقق طموح المستثمر كما يطيب لي أن أتوجه بالشكر للجنة الاشرافية للمنتدى برئاسة وكيل الامارة وكافة زملائه من رؤساء وأعضاء اللجان والإدارات الحكومية وكذلك مؤسسة الفعاليات الحديثة التي عملت على تنظيم هذا المنتدى. وفي ختام الحفل قام سمو أمير منطقة الباحة بتكريم الرعاة والمشاركين والإعلاميين بالمنتدى. عقب ذلك قام سمو أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بافتتاح المعرض المصاحب للمنتدى، حيث قام بقص الشريط إيذاناَ بافتتاح المعرض ثم تجول به واستمع إلى شرح عن محتوياته من ممثلي الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص. ويشارك في المعرض 15 جهة حكومية تشمل أمانة منطقة الباحة وجامعة الباحة ووزارة البترول والثروة المعدنية ومديرة المياه بالباحة ومجلس التدريب و 14 شركة ومؤسسة أهلية. من جانبه أوضح وكيل إمارة المنطقة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى الدكتور حامد بن مالح الشمري في كلمة أن فكرة المنتدى نبعت من أمير المنطقة الذي يهدف إلى رسم خارطة الاستثمار بالمنطقة والتعريف بها وفتح الباب امام المستثمرين وتشجيعهم للاستثمار عبر تعريفهم بالمزايا والفرص الاستثمارية التي أكدها عدد من الدراسات الاستشارية مع ما سيواكبها من التسهيلات, عادًا تدشين سموه لمكتب خدمات المستثمرين بالإمارة ترجمة حقيقية لهذه الجوانب التي يتطلع لها المستثمر والمواطن. وتطرق إلى اوراق العمل ومحاور وفعاليات المنتدى مؤكدا شموليتها على تقديم صورة واقعية عما تحقق للمنطقة من بنية تحتية جاذبة للمستثمرين وما تضمه من فرص تطويرية واستثمارية علاوة على توظيف التنوع البيئي والجغرافي, ومناقشة البيئة المحفزة للاستثمار في المناطق الأقل نموًا، ودور هيئة المدن الصناعية في دعم الاستثمار, ودعم تنفيذ برنامج المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي سبق المنتدى وعرض خلاله دور ومناشط الصناديق الداعمة التي عرضت يوم أمس الأول. وقال الدكتور الشمري: «لقد تم العمل في المنتدى وفق منهجية علمية محددة انطوت على العديد من اللجان العاملة والاجتماعات التحضيرية لتحديد أهداف ورسالة ومحاور المنتدى وموضوعاته ومجالات الاستثمار وتحديد الفرص الواعدة إلى جانب إسناد مهام تسويق المنتدى للرعاة والداعمين وتنظيم حفل الافتتاح الى مؤسسة الفعاليات الحديثة وسيكون هنالك خطة عمل لمتابعة ما بعد هذا المنتدى طبقًا لتوجيهات سمو أمير المنطقة بهدف تسويق الفرص الاستثمارية والاستمرار في تهيئة المناخ الاستثماري بكافة متطلباته إلى هنا أشار وكيل وزارة التجارة للتجارة الخارجية الدكتور محمد بن حمد الكثيري في كلمته إلى أن منتدى الباحة الاستثماري الأول يعتبر فرصة لتكثيف التواصل بين الجهات الحكومية ورجال الأعمال في المملكة للإسهام في زيادة الترابط والتعاون بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف لها القيادة الحكيمة - أيدها الله -. وقال الدكتور الكثيري: «الدولة الأقوى اقتصاديًا هي تلك التي تحقق نسبًا عالية في التنمية الاقتصادية من خلال قدرتها على التخطيط السليم المصحوب بالتطبيق الأسلم لما لديها من خطط وبرامج, إلى جانب قدرتها على استغلال ما لديها من مزايا وموارد بشرية وطبيعية وسعيها إلى إيجاد ذلك التناغم والتعاون الدائم والمستمر بين قطاعيها العام والخاص. لذا أدركت حكومة هذه البلاد تلك المعادلة الاقتصادية منذ وقت مبكر وسعت إلى وضع الخطط والبرامج التنموية للرقي بهذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة فعملت على تشجيع الاستثمار وتنويعه والدفع بالاقتصاد في جوانبه المختلفة وتحفيز وتشجيع القطاع الخاص من خلال ما يقدم لهذا القطاع عن طريق الصناديق والبرامج المتخصصة ليكون شريكًا في تحقيق أهداف التنمية، مما نتج عن ذلك وجود تنمية اقتصادية ملحوظة ومشهودة مكنت المملكة لتكون لاعبًا رئيسًا في ميدان الاقتصاد العالمي وعضوًا فاعلًا في مجموعات ومنظمات دولية متعددة تأتي في مقدمتها مجموعة دول العشرين للدول الأبرز اقتصاديًا في العالم. وأكد الدكتور الكثيري أن وزارة التجارة والصناعة تعمل جاهدة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- وقد أدركت الوزارة أهمية الاستثمار وتشجيعه والعمل على تنويعه وتوزيعه وشموله لكافة مناطق المملكة من خلال عملها الدائم والمستمر على تحسين وتطوير آلية العمل داخل الوزارة والرفع من مستوى الخدمة التي تقدم للمستثمرين ورجال الأعمال ومكافحة كل أنواع الغش والتزوير وغير ذلك مما يسهم في إيجاد بيئة اقتصادية مشوهة, إلى جانب نشر المدن الصناعية للراغبين في الاستثمار والاستفادة منها وتقديم الحوافز والتشجيع للمستثمرين فيها وخاصة في المدن والمناطق الأقل نموًا. وبين الكثيري أن الوزارة تعمل أيضًا من خلال سعيها الجاد إلى فتح منافذ للمساهمة في ترويج وتسويق ما يقدمه القطاع الخاص من سلع وخدمات عبر ما تعقده من اتفاقيات وما تقدمه من برامج لتحقيق ذلك الهدف، مشيرًا إلى أن التوقعات من الدولة والمواطن تزداد لمطالبة القطاع الخاص باستغلال هذه البيئة المناسبة والمواتية للاستثمار باستمرار جهود هذا القطاع في إقامة المشروعات التجارية والصناعية والسياحية والخدمية مستفيدًا من هذه البيئة ومن التشجيع الذي تقدمه الدولة وساعيًا في الوقت نفسه إلى التنوع الجغرافي بين مناطق المملكة. بعد ذلك شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًا عن منطقة الباحة بعنوان «الباحة المكان والإنسان». ثم ألقيت كلمة الضيوف ألقاها نيابة عنهم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان نصر بن عبده مريع أعرب فيها عن سعادة الجميع بزيارة منطقة الباحة, منوهًا بما لقيه ضيوف المنتدى من كرم ضيافة وحسن استقبال يعبران عن جودة تنظيم في المنتدى وعما تشهده المنطقة من نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات.